الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدينا طفل صغير له حركات غريبة

السؤال

السلام عليكم

عندي طفل يبلغ من العمر 4سنوات تقريباً، لاحظنا منذ فترة عام تقريباً أنه يفضل الاستلقاء على بطنه –الانبطاح- وهو في حالة يقظة، ويقوم بحركات غريبة فيبدأ بالضغط بقوة، ويكرر ذلك وكأنه يشعر بلذة وهو يقوم ذلك.

حاولنا جهدنا منعه من ذلك إلا أنه يغافلنا ويقوم بهذا الفعل، وبدأ منذ فترة يشعر بالخجل من كثرة تحذيرنا وتأنيبنا له، وأن هذا عيب وعمل لا يجوز.

أرجو إفادتنا عن هذه الحالة الغريبة، وتفسيرها، وما النصيحة التي يمكنكم مساعدتنا بها.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة بهذا السؤال.

ما يقوم به طفلك وعمره أربع سنوات ليس شيئاً يشبه "العادة السرية" لأن الطفل في هذا العمر لا يعرف شيئاً عن الجنس أو الممارسة الجنسية، وإنما هو مجرد إحساس حقيقي "باللذة" شعر به بسبب حساسية المنطقة.

العادة أن مثل هذه الحركات عند الأطفال ليست مؤشراً للانحراف أو أي شيء غير طبيعي، ومعظم الأطفال ينامون ويتجاوزون هذه المرحلة، وخاصة بوجود التربية والتوجيه السليمين.

الغالب أن هذه المتعة حصلت معه مرة ولو بالصدفة، ومن ثم ثانية وثالثة.... وهكذا حتى اعتاد على هذه العادة، وطبعاً كان يجب منذ البداية أن لا نستمر في مجاراته في هذه العادة، كي لا تتأصل عنده، وإنما نحاول صرفه عنها لسلوك أكثر صحة.
فماذا نفعل الآن؟

كما تعلم هذا الطفل هذه العادة، فعلينا الآن أن نزيل هذا التعلم، ونعلمه سلوكاً آخر، والأمر ممكن وإن كان قد يأخذ بعض الوقت، ولكن إذا بدأنا في التطبيق الجديد فلابد من الاستمرار مهما حصل، ويمكن أن يتم الأمر من خلال قراءة قصة له قبل النوم، ومن ثم البقاء بجنبه حتى ينام.

طبعا سيحاول الطفل، وكما فعل في مرات كثيرة سابقة، سيحاول إفشال "مخططكم" هذا، ويعود لأسلوبه السابق، وما عليكم إلا الثبات والاستمرار في التنفيذ، وستلاحظون أنه ما هو إلا وقت قصير إلا وقد اعتاد الطفل على ما عودتموه عليه.

من الضروري أن تكون هناك علاقة ثقة بين هذا الطفل وبين أحد من أسرته وخاصة أنت والده. والمهم أن تنتهزوا فرصة كل ما حدث، وتنتهزوا فرصة أنه في هذه المرحلة من النمو للاقتراب منه، والتعرف عليه حقيقة، ولكن من باب الثقة، وليس من باب التجسس عليه.
لهذا لا أنصح بالحديث معه بشكل مباشر، وإلا فستتحول هذه الحركات إلى السرية والتخفي عنكم، ولابد في هذه الحالة من محاولة التأكد من أن هذه الطفل لا يتعرض لأي نوع من التحرش الجنسي، وذلك من خلال متابعته ومعرفة تفاصيل أمور حياته.

لا بأس أن تنتهز أنت أو أمه، والأفضل أنت، فرصة هذه المرحلة لتتحدث معه عن بعض أمور الحياة والآداب الإسلامية، وكيف يمكن للطفل أن يحمي نفسه من أي سوء معاملة مع الأولاد الآخرين، ولاشك أنه من المفيد أن نعطي أطفالنا المعلومات الصحية كي لا يقعون فريسة للمعلومات المغلوطة، وهي كثير في حياة الأطفال.

يمكنك أن تستعين في هذا الأمر ببعض الكتب التي تتحدث وببساطة عن مواضيع التربية الجنسية، والنمو الجنسي.

بشكل عام ربما يفيد الاطلاع على كتاب في مهارات تربية الأطفال، لأن ما تحدثنا عنه هنا ما هو إلا جانب من جوانب التربية، وهناك جوانب أخرى كثيرة.

حفظ الله طفلكم، وأقر عيونكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا ام عمرو

    ربي يحفظه ويحفظ اولادنا واولاد المسلمين اجمعين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً