الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أساعد صديقتي على سلوك الطريق الناجح؟

السؤال

الحمد لله وصلاة وسلاماً على النبي المطهر صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وآله وصحبه أهل خير ومعشر، صلاة وسلاماً إلى يوم البعث والمحشر.

أما بعد: فأنا طالبة في الصف الأول المتوسط, وقد تعرفت على فتاة قوية الإيمان بالله، وعالية الأخلاق، وأعجبت بها لذلك, فكيف أخبرها بأنني أحبها في الله؟
أنا أعرف أنه يتوجب أن أخبرها بذلك، ولكني أخجل وأتلعثم كثيراً عندما أحاول الاعتراف لها بأني أحبها في الله، فكيف أعترف لها؟ هذا كان سؤالي الأول.

والثاني: لن أقول اسم الفتاة الحقيقي، ولكن لنفترض أن اسمها فاطمة، فاطمة تعرفت على مجموعة من الفتيات، ولكني لم أكن مرتاحة لهن، فهن يحببن الغناء كثيراً، وكما أن واحدة منهن أحبت فتاة في الصف الثالث المتوسط، ولكنه ليس حباً في الله!

توقعت أن توقفها مجموعتها، ولكنها شجعتها على ذلك، وتوقعت أيضاً من فاطمة أن توقفها وتنصحها، ولكنها ظلت تراقب فقط, وحين أمشي معها في الساحة أراها تراقبها وتضحك, كم حاولت نصحها، ولكني أخجل أن أنصحها.

بعد عدة أيام ضعفت علاقتي معها كثيراً، وأصبحت لا أمشي معها أبداً, وكلامي معها أصبح نادراً، ولكني أتحدث إلى أختها، وبعض من صديقاتي حالياً، ولكني لم أكن أشعر بنفس الشعور عندما حدثتها سابقاً.

لذلك أريد مساعدتها كي لا أكسب ذنوباً عظيمة بسبب أني لا أستطيع نصحها، وأريد نصحها كي نصبح من المتحابين في الله، وليس كي تصبح تلك المجموعة من الفتيات أعداء لها يوم القيامة.

أتمنى مساعدتها كي ترجع لي صديقة كما في السابق، وأريد أن أؤثر فيها كما أثرت في, فقد تغيرت حياتي بعد أن قابلتها إلى الأفضل؛ لذلك أريد أن أغير حياتها أيضاً إلى الأفضل, فهي صديقتي المقربة إلى قلبي.

أرجو الرد بأسرع وقت من فضلكم، ولكم جزيل الشكر مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mayar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة، وهذا الحرص على أن تكون الصداقة في الله، وبالله ولله، وعلى مراد الله، وقد أحسنت فلا نجاة ولا فائدة في صداقة إلا إذا كانت تدل على الله وتقرب من الله، وتكون حُبًّا في الله تبارك وتعالى، قال تعالى: {الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين} ونسأل الله أن يعينك على الخير.

نتمنى ألا تترددي في إعلان مشاعرك تجاه الفتاة المتدينة الملتزمة، وأعلني لها تلك المشاعر، ولا حرج في هذا الأمر، فيمكن أن تُظهري لها أنك معجبة بتدينها، وأنك معجبة بما عليها من الخير، وتسألين الله لها الثبات، ثم بعد ذلك تُعلني لها أنك تحبينها في الله تبارك وتعالى.

إذا كان أهل الفسق يُعلنون حبهم الحرام فيكف لا نعلن حبنا الحلال في الله تبارك وتعالى، ولا يحملك الخجل، وهذا (حقيقة) ليس حياءً إنما هو خجل؛ لأن هذا جانب سلبي، فما يحملك الخجل على عدم الإفصاح عن مشاعرك تجاه تلك الفتاة، وبيّني لها أنك معجبة بدينها، وأن سبب هذا الحب هو هذا التدين والالتزام، حتى يكون في ذلك نوع من التثبيت لها والتشجيع لها على السير في هذا الطريق الصحيح الذي يُرضي الله تبارك وتعالى.

أما بالنسبة للصديقة الثانية التي تذهب مع أخرى في صداقة لا يُراد بها وجه الله تبارك وتعالى فإننا ننصحكم بالأخذ بيدها، مع معاونتها على العودة إلى الحق والصواب.

الإنسان يتأسف أن كثيرًا من البنات بل كثيرًا من الصالحات يتساهلن مع الأخت التي تمشي في هذا المنحى الخطير، وربما شارك بعضهنَّ بالتشجيع مع ما هو حاصل الآن، وربما لمجرد الضحك وإظهار الإعجاب أو المجاملة، وهذا في حد ذاته مما يدفع البنات إلى السير في طريق مظلم وفي صداقات سالبة، ولذلك نتمنى أن تنتبهي أنت لهذا الأمر العظيم.

حاولي أن تنصحي لها، فإن لم تستطيعي فلا مانع من أن تنظري في أقرب الفتيات إليها لتقوم بنصحها، فإن الإنسان إذا وجد آخر على معصية ينبغي أن يجتهد في نصحه، فإن لم يكن بينهم علاقة وخشي ألا تُقبل منه النصيحة، فإن عليه أن ينصح عن طريق ناصح أمين مناسب عنده حكمة وعنده حنكة، وقادر على حفظ السر، ثم يطلب منه أن يقدم النصيحة للمخطئة، وبهذا ترفعين الحرج عن نفسك، فإما أن تنصحي بنفسك وإما أن تكلفي وتطلبي من بعض الفاضلات أن تقوم بالنصح لتلك الصديقة ولتلك الفتاة، وبذلك تخرجين من الحرج الشرعي، وتخرجين من الإثم، ولكن نتمنى ألا تتركي هذه البنت تمشي في طريق الهاوية.

لا مانع أن تقدمي النصيحة للفتاة المظلومة أيضًا التي صادقتها هذه الأخت صداقة ليست لله، بأن تقوّي عندها جانب الإيمان، وتذكّريها بالله تبارك وتعالى، وهذا أيضًا نوع من الحلول المتوقعة، بحيث تذهبين إلى الصديقة التي صادقتها زملتكم هذه – ولكن ليست لله – بيّني لها ضرورة التمسك بالدين، ضرورة الاهتمام بدينها، ضرورة أن تؤسس علاقتها مع الناس - دون أن تُحددي – على تقوى من الله ورضوان، على إيمان ودين وصلاح، وليس على مظاهر خدّاعة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونشكر لك التفكير بهذه الطريقة الدعوية، والفتاة العاقلة داعية في مدرستها، ناصحة لأخواتها، نسأل الله أن يديم فضله علينا وعليكم، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونكرر شكرنا لهذا التواصل مع الموقع، وسوف نكون سعداء إذا جاءنا مزيد من التفاصيل، حتى نتعاون جميعًا في الوصول إلى الحلول المناسبة، وشكرًا لك مرة أخرى على هذا التواصل، ونسأل الله الهداية للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً