الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا لم يحدث التصاقات في الرحم أو قناتي فالوب فلن يؤثر ذلك على الإنجاب مستقبلا.

السؤال

أنا متزوجة وعندي ولدان، أجهضت في الأسبوع الخامس للحمل، وتم عمل تنظيف للرحم؛ لأن الطبيبة قالت: إن عمر الحمل صغير، وبعد أسبوع رجعت وعملت لي سونارا ولم ينظف الرحم، فأعطتني (ميزوبرستول) مهبلي ومضاد (ازيسرو مايسين)، وبعد العلاج انقطع الدم إلا من بقايا بسيطة بنية أو سوداء تنزل متقطعة.

وبعد ثلاثة عشر يوما من الإجهاض أحسست بآلام الدورة، وبعدها بيومين نزلت واستمرت أسبوعا، لكن بعدها لم ينقطع الدم، ولم يحصل جماع بيني وبين زوجي، فذهبت لطبيب آخر وعمل لي فحص هرمون الحمل بالدم؛ فظهر وكانت نسبته عشرين فقال: إن الهرمون يظل في الجسم بعد الإجهاض لفترة، وأن رحمي نظيف، لكن بعد أسبوع أحسست بآلام أسفل البطن والظهر، وحمى بسيطة، ونزل دم وإفرازات زهرية، ورجعت للطبيب الذي أعطاني (سيفترايكسون) عن طريق الوريد و(فلاجيل) وبعد يومين أحسست بالحمى ثانية.

وهنا قرر لي عملية (كورتاج)، وأخذ عينة من محتويات الرحم، وأظهرت نتيجة الفحص وجود بقايا من الحمل.

سؤالي: هل سيؤثر ما حدث على قدرتي على الإنجاب؟ أنا في حيرة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عافاك الله -أختنا الفاضلة- ويسر لك الشفاء -إن شاء الله- والأعراض التي اشتكيت منها، من ارتفاع درجة الحرارة وقد يصاحبها قشعريرة أو رعشة كأنك في برد الشتاء، والإفرازات، وأحيانا ألم في الظهر وأسفل البطن بعد حدوث الإجهاض، وما تبع ذلك من عدم إجراء الكحت والتنظيف، أو ربما حدث تلوث بشكل أو بآخر؛ كل ذلك أدى إلى التهاب يعرف بحمى النفاس؛ وهذا الالتهاب يحدث نتيجة التلوث بالميكروبات غالبا؛ بسبب عدم نظافة وتعقيم الأدوات المستخدمة، أو تلوث المنطقة بالبراز في حالة إهمال عمل حقنة شرجية قبل الولادة، أو في حالة حدوث جروح ثم تلوثها، أو بسبب التشطيف الداخلي.

ولتشخيص الحالة: يجب عمل مزرعة للدم، ومزرعة لمسحة من المهبل للميكروبات، وعمل صورة كاملة للدم، وعمل أشعة بالموجات فوق الصوتية على الرحم؛ لتشخيص التجمعات الصديدية.

والعلاج يعتمد على نتائج التحليل، ولكن يجب اتباع الآتي: الراحة التامة في السرير، ومن خلال الكشف الطبي التأكد من عدم وجود بقايا متقيحة في الرحم، مع ملاحظة الثديين؛ لأن التهاب الثديين يمكن أن ينقل العدوى إلى الرحم، وإذا كانا ملتهبين يجب أخذ المضادات الحيوية المناسبة، وفي حالة ارتفاع درجة الحرارة يجب عدم إعطاء الطفل لبن الأم.

والعلاج بالمضادات الحيوية مهم جدا، وهناك مضادات في صورة حقن تؤخذ حسب نتيجة المزرعة، والشيء الوحيد الذي نخاف منه هو حدوث التصاقات في بطانة الرحم أو في قناتي فالوب، والعلاج الجيد ومتابعة الرحم والمبايض، والقنوات بالتحاليل والسونار يمنع حدوث الالتصاقات؛ وبالتالي لا يؤثر على الإنجاب فيما بعد.

وما تم فعله جيد؛ حيث أن الطبيب عمل عملية تنظيف للرحم، وأعطاك مضادات حيوية في صورة حقن، وكذلك (فلاجيل) للميكروبات اللاهوائية، وإن شاء الله يتم لك الشفاء ولا تترك هذه الالتهابات أي أثر عليك في المستقبل -بأمره تعالى-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً