الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقدان المهارات الاجتماعية، ما الحل لمشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أصبحت أعاني من فقدان في المهارات الاجتماعية، ولا أعرف التحدث جيداً، ولا أكسب صداقات الناس، حتى مع أصدقائي المقربين جداً لا يعطوني اهتماماً كبيراً، لأني أصمت في كثير من الأوقات، ولا أعرف ما المشكلة في الصمت؟!

أتكلم طبيعياً، لكن تأتي أوقات أحب الصمت فيها، ولا أفهم، هل يجب طول الوقت أن أتكلم؟! وأوقات ما أعرف ما الرد الذي أقوله على هذا الكلام!

مثلاً: حين كنت أشتري شيئاً وأدفع الثمن يقول لي البائع: خل، المفترض أني أرد عليه فأقول له: الله يخليك.

ما كنت أعرف أن هذا هو الرد المناسب إلى أن وجدت صديقا، وفي ذات مرة رد علي بائع بهذا الرد ثم عرفت أن هذا هو الرد المناسب!

مشكلتي أني ما أعرف ما الكلام؟! يعني ما أجد كلاماً أبداً أتكلم به، فلهذا أصمت، ليس خجلاً أبداً، ربما لأني أعاني من تلعثم في الكلام، يكون مؤثراً علي.

ما الحل لمشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على السؤال الطويل، ولا يبدو أنك لا تحسن الكلام أو التعبير عن نفسك، ما شاء الله.

لا، ليس بالضرورة أن يبقى الإنسان يتكلم طول الوقت، والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت" نعم ممكن أن يصمت الإنسان، وخاصة عندما لا يوجد عنده ما يقوله.

قد سألت عن المهارات الاجتماعية (social skills) ومهارات التواصل؟ أقول: تنمو عادة مهارات التواصل والتعامل مع الناس من خلال التجارب والممارسة والتطبيق، وخاصة أنك في هذه السنّ اليافعة 17، فأنت الآن في هذه المرحلة من السعي لامتلاك هذه المهارات الاجتماعية.

مما سيعينك كثيراً في تحقيق هذا هو امتلاك الثقة بالنفس من أنك مقتدر، ومن أنه ليس عندك مشكلة في الجانب المعرفي الذهني، فهذه الثقة بالنفس النابعة من تقديرك لذاتك وإمكاناتك، ستجعلك تنطلق وبقوة في مواجهة الناس، وفي اكتساب المهارات والخبرات التي تريد.

قد ورد في عدد من الأسئلة التي أجبت عنها في هذا الموقع اليوم والبارحة عدد من الإجابات، والتي فصلت فيها بالخطوات العملية، والتطبيقات التي من شأنها بناء الثقة بالنفس، وسأذكرها هنا.

حاول أن تتعرف على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية داخل البيت، وأحياناً مجرد انتباهك لهذا الذي حدث في الماضي، يمكن أن يحميك من المزيد من هذا الضعف، مما يعزز الثقة بالنفس كثيراً موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرف على نقاط القوة عندك، وافتخر بها.

هل أنت مثلاً جيد في مادة دراسية ما، هل تحب تعلم اللغات، هل تتقن هواية رياضية ما؟ وحاول أن تكون إيجابياً مع نفسك، ومع الآخرين، وانظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وإن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.

ساعد الآخرين فيما يحتاجون إليه، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مَدَحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبل هذا المدح، واشكر الله عليه، وحاول أن تعبّر عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس.

وفقك الله، ويسّر لك التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر عاشقة الصحابة

    الصمت حكمة يااخي

  • المغرب عادل العقدة

    من الواضح ان المجيب عن السؤال يتمتع بخبرة لا باس بها وهذه الاجابة ستنفع الكثيرين ممن يجدون مشاكل في التواصل ومنهم انا وكذالك سيفيد
    هذا الموقع مرتاديه وشكرا على ان اتحتم لنا فرصة التعليق.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً