الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري يجعلني ألتفت لكل أحد.. فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع المتميز، عمري 17 عاما, أعاني من مشكلة، وهي أنني أنظر إلى ما لا أريد, وخاصة إلى العين, فحين أكون في الدرس أي شخص على نطاق رؤيتي سوف تطرف له عيني, وعندما أقول في نفسي لا أريد النظر إليه, وكأنها تزداد, فكأنما تذهب عليه عيني بدون إرادتي, وهي ليست مشكلة عضلات العين أو مشكلة عين, منهم من يقوم بوضع كفه أمام عينه كي لا أنظر إليه, وحتى في البيت عندما أشاهد التلفاز فإن أي شخص بقربي سوف تطرف له عيني, ويحاول أن يبتعد عن نظري أو يضع كفه.

بدأت تسبب لي حرجاً كبيرا, فأنا أحاول تجنب اللقاء بالأصدقاء أو الأقارب بسببها, وهي بدأت قبل 5 أشهر وكأنها فكرة، أتمنى نسيانها, ففي بعض الأحيان عندما أكون مندمجا في الحديث مع شخص وكأنني اعتيادي، وعندما أتذكرها وكأنها فيروس حاسوب, حتى أني كنت اجتماعياً في التعامل مع أصدقائي، كنت شخصا عاديا واجتماعيا مع أقربائي, فكان الناس عندما يرونني يفرحون, أما الآن الناس ينفرون مني, وهذا ما يحبطني.

أتمنى منكم أن تجيبوني، وأشكركم على موقعكم المتميز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا، وإن كانت طبيعة المشكلة المطروحة غير واضحة تماما، وإن كانت وكأنها حالة من الوسواس القهري في موضوع النظر لشخص ما أو شيء ما.

أقول إن طبيعة المشكلة يبدو أنها وسواس قهري، بمعنى أن فكرة عدم النظر تأتي إليك، ومن ثم تجد صعوبة في أن لا تنظر، وما هي إلا لحظات حتى تنظر وأنت تحاول مقاومة هذه الرغبة.

اطمئن، فكل ما يدور في ذهنك من هذه الوساوس، وربما غيرها لم تذكره لنا، كلها وساوس، لست مسؤولا عنها، لأن من تعريف الوساوس أنها أفكار أو عبارات أو جمل أو صور تأتي للإنسان من غير رغبته ولا إرادته، بل أنت لا شك تحاول جاهدا دفعها عنك، إلا أنها تقتحم عليك أفكارك وحياتك، وأنت لا تريدها.

صحيح أن بعض الناس، وخاصة ممن لم يصب بالوسواس، يجد صعوبة كبيرة في فهم هذا الأمر، إلا أن هذا لا يغيّر من طبيعة الأمر شيئا، ويبقى الوسواس عملا ليس من كسب الإنسان، وليس من صنعه, والله تعالى الرحمن الرحيم ما كان ليعاقب إنسانا على عمل ليس من كسبه.

وفي هذا الموقع الكثير من الأسئلة التي تدور حول الوساوس القهرية، مما يعكس أولا مدى انتشارها بين الناس، وإن كان من المعتاد أن لا يتحدث الناس عنها، ولا حتى المصاب، إلا بعد عدة سنوات ربما، حيث يعاني أولا بصمت ولزمن تطويل قد يصل لسبع أو تسع سنوات، ولذلك أشكرك على أن كتبت لنا تسأل.

إن وضوح التشخيص، وفهم طبيعة الوسواس، وأن تطمئني لصلتك بالله تعالى، فهذا من أول مراحل العلاج، وربما من دونه قد يستحيل العلاج، ومن أهم طرق العلاج وفي حالتك بالذات هو العلاج المعرفي السلوكي، وهو الأصل، وهناك بعض الأدوية التي تساعد، وهي يمكن أن تخفف من شدة الوساوس، وتحسن الحالة المزاجية العامة للشخص.

ولك أن تحاول "العلاج" من طرفك بمحاولة قلة الاكتراث بهذه الوساوس، متذكرا أنها مجرد وساوس قهرية، وأن لا تسمح لها بتغيير نمط حياتك، ولا تصرفك عن الأعمال التي تريد القيام بها، ولكن إن وجدت صعوبة كبيرة في تحقيق هذا، أو طال الأمر وأزمن، فيمكنك مراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، ليقوم على العلاج ويشرف عليه، وإن كنت لا أعتقد أنك في حاجة لمراجعة الطبيب.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً