الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني نوبات قلق وخوف شديدة بعد مرض الوالدة.. ما تفسيرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عندي مشكلة أرجو منكم تكرماً حلها لي، علماً أني شاب متزوج، وعندي ولدان، وعمري 37سنة، قبل ثمانية أشهر من تفكير وخوف على الوالدة؛ لأنها مريضة أتتني نوبة قلق وخوف شديد حتى أحسست أن قلبي يكاد أن ينخلع، ولم أدر ماذا أفعل! ثم بعد ذلك أتتني النوبة بعد يومين نفس الشعور ونفس الأعراض، وأصبحت أوسوس أني مريض نفسي، وأني سأصاب بالجنون، ثم ذهبت لدكتور ووصف حالتي بالقلق البسيط، وأعطاني حبوب أستلازين واحد مل حبة صباحاً، وحبة مساءً، ثم تحسنت من ناحية الأعراض، ولكن بقيت معي الوسوسة المزعجة، والخوف الداخلي.

بعد ثلاثة أشهر ذهبت لدكتور آخر، ووصف لي دواء أندرال 40 مل نصف حبة صباحاً، ونصف حبة مساءً، وكذلك سيروكسات 25مل حبة يومياً تحسنت كثيراً، ولكن أصبح يلازمني وسواس بأن عقلي فيه خللا، وأن الواقع الذي أنا فيه هو وهم، وليس حقيقة، رغم أني أقنع نفسي بعدم صحة ما أفكر فيه، ولكن الوسوسة المزعجة تعود باستمرار، وما زالت مستمرة معي مما أصابني بضيق، وهم داخلي، وعدم السعادة، وهذا الوسواس مستمر معي فماذا أفعل؟ وهل هذا المرض مزمن؟ وهل يؤدي إلى الجنون؟ وهل حالتي خطيرة؟ وممكن تغير لي الدواء؟

وشكراً على جهودكم وأثاباكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك من الواضح أنها بدأت معك بنوبة من قلق المخاوف الحاد، وهذا يسمى بنوبات الهلع والفزع، وهي قد لا تكون مسببة، بمعنى أنه لا تُربط بأي أسباب تكون هي السبب في بدايتها، وإن كان في بعض الأحيان قد نجد بعض المسببات، خاصة بالنسبة للشخصيات الحساسة، وبالنسبة لك مرض والدتك الكريمة قد يكون هو نقطة الاستشعار التي جعلتك تحس بهذا القلق المفاجئ، ومن ثم تولّد لديك ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي.

حالتك واضحة جدًّا، وأنت بالفعل تحتاج للأدوية المضادة للمخاوف والوساوس، ولا شك أن الزيروكسات من أفضلها، ربما تحتاج أن تستمر عليه لفترة أطول، هذه الحالات تحتاج لفترة علاجية لا تقل عن ستة أشهر على دواء مثل الزيروكسات، والزيروكسات بعد أن تكمل الستة أشهر يجب أن تتوقف عنه تدريجيًا، بأن تخفض الجرعة إلى 12,5 يوميًا مليجرام لمدة شهر، ثم تكون مثل ذلك يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، الإندرال علاج مساعد جيد جدًّا، وأعتقد أن الاستلازين لا داعي له.

الزيروكسات قد يسبب لك بعض الزيادة في الوزن، إن كانت هذه الزيادة مزعجة فلابد أن تقوم بإجراء تمارين رياضية، وكذلك تتحكم في طريقة التغذية، تجنب الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.

لا تستعجل لتغيير الدواء، فالزيروكسات دواء جيد، لكن قطعًا إذا لم تحس بتحسن حقيقي بعد مضي أربعة أشهر من تناوله، هنا قد يكون المجال لتغيير الدواء مبرر، أو أن ترفع الجرعة إلى 37,5 مليجرام، وهذه قد تكون جرعة كبيرة نسبيًا، لكنها سليمة.

في حالة فشل الزيروكسات – وكلامي هذا افتراضي جدًّا – قد يكون عقار (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، ويضاف إلى الفافرين عقار يعرف باسم (دوجماتيل) والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد).

الفافرين يتميز بأنه دواء ممتاز جدًّا لعلاج المخاوف الوسواسية، والدوجماتيل يعتبر علاجًا مساندًا، فالخيارات موجودة، وأنا ذكرتها لك كنوع من البشارة، لكن لا أريدك أن تستعجل وتغير الدواء، فقناعتي بالزيروكسات أيضًا قوية جدًّا، فقط قد تحتاج لتعديل الجرعة، وكذلك الاستمرارية عليه.

سبل العلاج الأخرى دائمًا تكون من خلال: تحقير الخوف والمخاوف، والوساوس، لا تقبل هذه المشاعر التي تأتيك، فأنت رجل - الحمد لله تعالى – بخير وعلى خير، ولديك أسرة، ولديك ذرية، لديك أشياء طيبة كثيرة جدًّا في حياتك، فيجب أن تنقل نفسك من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي، وفي ذات الوقت يجب أن تستفيد من وقتك بصورة جيدة، أن تُديره بفعالية، ولا تترك مجالاً للفراغ.

التواصل الاجتماعي مهم جدًّا، وممارسة الرياضة ذات قيمة عالية وعظيمة، والحرص على الصلاة في المسجد فيه دفع نفسي إيجابي كبير جدًّا، والقراءة والاطلاع، مجالسة أهل العلم والمعرفة... هذا كله علاج، ونصر أنه علاج نفسي مهم.

سيكون أيضًا من الجميل جدًّا أن تمارس تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة وممتازة، ويمكنك أن تتحصل على أحد الكتيبات من مكتبة جرير – أو أي من المكتبات الأخرى – هنالك كتيبات وأشرطة وسيديهات إرشادية ممتازة جدًّا توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن تتطلع عليها علَّك أن تجد فيها ما يفيدك، واحرص على تطبيقه.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً