الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة الاكتئاب لدى المصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب... ما سببها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

هل المصابون بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب تأتيهم حالة الاكتئاب دون سبب، أم أنه يأتي بسبب الضغوط أم أمور تزعجهم؟

وكيف نفرق بين اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (dahd)، وبين واضطراب الثنائي القطب؟

أنا أعلم أنه لا يحق لنا أن نشخص، لكن مجرد سؤال تثقيفي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأسئلتك أسئلة جيدة، ووجيهة جدا، فبالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية: كما تعرفين – أيتها الفاضلة الكريمة – له عدة أنواع، هنالك اضطراب من الدرجة الأولى، وهناك اضطراب من الدرجة الثانية، وهنالك اضطراب من الدرجة الثالثة، وفي بعض الأحيان يكون الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع الاكتئابي، ونقصد بهذا أن القطب الاكتئابي هو الأقوى والمتكرر، وفي ذات الوقت قد يكون هذا الاضطراب من النوع الهوسي، ونقصد بذلك أن القطب الهوسي يكون هو أكثر تكرارًا أو الأقوى.

بالنسبة لموضوع الضغوط الحياتية وهل تسبب هذه النوبات أم لا؟

نستطيع أن نقول أن الضغوط الحياتية والأمور غير المواتية والسلبية في حياة الناس ربما تُثير النوبة، يعني أنها لا تسببها في الأصل، ولكن بالنسبة للشخص الذي لديه استعداد لهذه النوبات أو أن المرض قد شُخص عنده، لا شك أن الضغوط الحياتية قد تُعيق وتعطل الاستجابة العلاجية أو ربما تكون أيضًا سببًا في تكرار الانتكاسات.

وهناك دراسة أشارت أن الذين يتناولون الأدوية باستمرار وانضباط هم أقل قابلية لحدوث الانتكاسات المرضية أيًّا كان القطب ما داموا يتناولون أدويتهم، وحتى لو تعرضوا لضغوط حياتية فهذا ربما يقلل كثيرًا من فرصة الانتكاسات.

بالنسبة للسؤال الثاني وهو: التفريق بين اضطراب نقص الانتباه، وفرط الحركة والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؟

هذا سؤال أيضًا جميل من وجهة نظري، والإشكالية قد تأتي بالنسبة لليافعين والشباب، أما بالنسبة للأطفال فالتفريق سهل جدا؛ لأن اضطراب الانتباه وفرط الحركة نشاهده أكثر لدى الأطفال، والطفل لا يكون لديه الجانب المزاجي كثيرًا أبدًا، لكن تجد أن ضعف الانتباه لديه واضح، وكذلك كثرة الحركة، فهنا التفريغ ليس بالصعب.

ربما يكون هنالك عارض واحد جامع بين الاثنين وهو (اضطرابات النوم) في بعض الأحيان فرط الحركة قد يكون مرتبطًا باضطراب النوم، وأيضًا الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية قد يكون مرتبطًا باضطراب النوم، هذه قد تسبب إشكالية بالنسبة للأطفال.

أما بالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فهو نادر الحدوث لدى الأطفال، لكن كما ذكرنا نشاهده أحيانًا عند اليافعين وبعض الشباب، واضطراب فرط الحركة والانتباه أيضًا قد يوجد لدى هذه الفئة، والآن يوجد تشخيص يسمى (نقص الانتباه وفرط الحركة) بالنسبة للكبار، وهذا كثيرًا ما يُماثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؛ لذا دائمًا حين يُشخص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية في شخصٍ - مثلاً نقول في عمر العشرين – لابد أن نكون حذرين جدًّا، وننظر أيضًا حول إمكانية إن كان هنالك اضطراب فرط الحركة أم لا.

اضطراب فرط الحركة في هذه الفئة لا يكون في شكل حركة زائدة، إنما في شكل نوع من القلق وضعف الانتباه، وقد لا نجد لديهم مزاجًا منشرحًا، لكن قد نجد لديهم مزاجًا متوترًا بعض الشيء، كما أنهم سريعو الاندفاع.

أما بالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فهذا أيضًا قد يحدث، لكن الشيء الأكثر والأعم هو أن المزاج يكون واضحًا جدًّا، إما من حيث أنه منشرح إذا كان القطب الهوسي هو الأقوى أو يكون المزاج مكتئبًا إذا كان القطب الكدري هو الأكثر والأقوى.

وعمومًا كما ذكرت لك دائمًا الأطباء الآن على وعي، وهناك تنبيهات كثيرة جدا من المنتديات العلمية أن التفريق بين الاثنين لابد أن نضعه في الاعتبار، وحين يُشخص مثلاً أحد الأشخاص من صغار السن على أنه يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية لابد أن نأخذ في الاعتبار أن نقص الانتباه وفرط الحركة قد يكون هو أيضًا احتمالية، وهذا يُسمى بـ (التشخيص الفارق) وهذا يعني أن الاحتمالية هذه أيضًا موجودة، وهذه الحالات تتطلب المتابعة في كثير من الأحيان.

قطعًا هنالك عامل تفريق مهم جدا، وهو أن نقص الانتباه وفرط الحركة لا يظهر لأول مرة بعد سن البلوغ، هذا نادر جدا، يعني أن الذي لديه هذه العلة قد تكون بدأت معه من الطفولة، وهذا عامل تفريقي كبير جداً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً