الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني شُخصت حالته بأنها مرض التوحد، فهل التشخيص صحيح؟

السؤال

لدي ابن عمره 3 سنوات و10 أشهر، اللغة معدومة، التواصل البصري ممتاز، الاختلاط بمن حوله جيد، اللعب مع الأطفال نوعا ما، هو الأول –البكر.

كان مدمنا على قناة طيور الجنة 24 ساعة يتفرج عليها، وكان لديه رفرفة باليد، ويدور حول نفسه عندما يفرح فقط، والآن نادرا جدا ما يفعلها، يحب الحضن ويحضن أي شخص يطلب منه، متعلق بي جدا، يفهم بعض الأوامر، يجيد استخدام الآيباد بشكل مذهل –ما شاء الله-.

تم عرضه على أخصائي نفسي، وشخصه بالتوحد، وتم عمل حمية من الكازيين والغلوتين، انتباهه جيد، تركيزه جيد، تم عمل جلسات نطق، وتم الاستفادة منها في الإشارة إلى أعضاء جسمه، ولا أدري هل هو توحد أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا.

لا أدري على ماذا اعتمد الأخصائي النفسي ليشخص التوحد، فلا يبدو الطفل ومما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده التوحد، وما وصفت من تأخر اللغة بالشكل الذي ذكرت لا يشير بالضرورة لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ولا يمكن تشخيص التوحد لمجرد موضوع اللغة.

ولا يبدو أن طفلك يمانع الاحتكاك واللعب بالأطفال، ولا يمانع الحضن، وانتباهه وتركيزه جيدان، والأمر الهام جدا أن تواصله البصري جيد.

معظم الأطفال أحيانا لا يستجيبون لأمهاتهم، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجا في لعب أو هواية ما، فلا تقلق.

ولكن لتأخر الكلام، فلا بد أولا: من عرض الطفل على طبيب أطفال ليقوم بالفحص العام والشامل، ولينفي وجود أي شيء يبرر تأخر الكلام، كمشكلة في السمع مثلا.

إلا أننا لا ننسى أن هناك شيئا واسمه "سمات التوحد" أي أن الطفل ليس عنده التوحد كتشخيص إلا أن عنده بعض الصفات مما يمكن أن نجدها في مريض التوحد، ففي بعض التناذرات أو الأمراض يقوم التشخيص على وجود مجموعة طويلة من الأعراض، والتي نحتاج لعدد محدد منها لتشخيص المرض أو التناذر الذي نتعامل معه، ولكن في بعض الحالات الخفيفة قد لا تكون الأعراض عند المصاب كثيرة وواضحة فعندها لا نقول أن التشخيص أكيد 100%، وإنما بنسبة أقل من 100%، فقد يكون عند الطفل بعض الأعراض التي تشير للتوحد؛ إلا أنها لا تصل للشكل الأكيد، فنقول عندها: إن هناك حالة من سمات التوحد، أي أن هناك بعض المؤشرات إلا أنها دون العدد المطلوب للجزم بالتشخيص، وبمعنى آخر: تكون سمات التوحد أخفّ من تشخيص التوحد، ويكثر عدم اليقين هذا في حال الأطفال الصغار جدا كطفلك، حيث هو ما زال في مرحلة النمو والتطور والتبدل المستمر.

نعم بعض الصفات التي وردت في سؤالك يمكن أن تكون من أعراض التوحد: كالتعلق بشيء محدد، ورفرفة اليد وإن كان توقف عنده هذا؛ إلا أن الصورة غير مكتملة، وأنصح بمتابعة تطوره بالجوانب المختلفة، وبضرورة الانتباه إليه خلال المرحلة القادمة، ولا بأس أن يشرف على نموه وتطوره طبيب نفسي صاحب خبرة في الطب النفسي عند الأطفال.

ولاشك أن الأخصائي النفسي قد نصحك بضرورة فتح المجال لطفلك ليختلط بالأطفال الآخرين، ولكن ليس للضغط عليه، وإنما مجرد فتح المجال وتشجيعه، فهو سيحدد من نفسه درجة الاختلاط التي يرتاح إليها.

حفظ الله طفلك وأقرّ أعينكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً