الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عرضت خاطبي لاختبار وفشل فيه.. فهل أستمر معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الأكثر من رائع.

مشكلي أن الوالد زوجني لقريبي رغماً عني، وبعدها بفترة تطلقنا، تقدم شاب لخطبتي أصغر مني بسنتين، كنا متفاهمين جداً، ويحبني وأنا أحبه، وبعد فترة شعرت أنه يخونني فقررت اختباره، دخلت عليه من إيميل ليس باسمي، وتجاوب معي، وتغير كثيراً واهتم بصاحبة هذا الإيميل، لم يعلم أنها أنا، وعندما أخبرته أنها أنا، ادعى أنه كان يعرف ذلك ومن هذا الكلام.

وبعدها حلف لي أن لا يكررها، وحتى على القرآن الكريم حلف أن لا يخونني أبداً، لكن كل شيء تغير بداخلي، وأحس بعدم الثقة به ولا بنفسي، لأني مطلقة ولأني أكبر منه، وهو يريدني ويحبني، ويقول لي: لن أتخلى عنك حتى لو قررت أنت هذا الشيء. وآخر شيء اتفقت معه أن نبتعد فترة عن بعضنا، وبعدها أقرر، مع أني بداخلي قررت تركه للأبد،

لا أعرف ما الحل؟! ساعدوني، لا أستطيع النوم ولا الأكل، فقط البكاء والحزن والخوف.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل، ونشكر لك الثناء في هذا الموقع، ونؤكد لك -ابنتي الفاضلة- أن هذا واجب علينا، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا الذين هم أغلى ما نملك، فهم أمل الأمة بعد توفيق الله وتأييده، وحقيقة نحن نتأسف من إصرار بعض الآباء والأمهات على تزويج البنات رغمًا عن أنوفهم، وهذا طبعًا لا ترضاه هذه الشريعة، التي تقيم الأسرة والبيت والحياة الزوجية على رضا الفتاة، وعلى رضا الفتى، ولا مجال ولا فرصة لإجبارها أو إكراهها على هذا الأمر، والنصوص في ذلك كثيرة ومعلومة.

أما بالنسبة للخاطب الثاني، فنحن نرى أن تفكري طويلاً قبل الإقدام على خطوة الرفض بالنسبة له، خاصة وأنت الآن مطلقة، والفرصة ربما لا تكون طويلة، كما أن الذي قمت به من اختبار الشاب غير صحيح، فالإنسان ما ينبغي أن يعرضه لموارد الهلاك، وتدخل عليه فتاة ثم تكلمه بكلام معسول ثم بعد ذلك يحدث ما يحدث، يعني الفكرة أصلاً ذاتها ليست صحيحة، وإن كنا نحن أيضًا لا نرى أن الشاب ما ينبغي أن يتجاوب، لكن أنت أيضًا ينبغي أن تُدركي أن الأسلوب لم يكن صحيحًا من الناحية الشرعية، فكثير من الشباب خاصة قبل الزواج يمكن أن يسقط في هذه المطبات، وفي هذه المواقف التي تبالغ الفتاة في دلالها وتتواصل وتصر عليه، ولسنا نبرر هذا العمل، لكن لا بد أن تعلمي أنك شريكة في هذا الخطأ الذي حصل منه، وأنتم الآن جميعًا بحاجة إلى توبة إلى الله نصوح، خاصة الشاب الذي حلف وجدد العهد والعزم، ينبغي أن تصدقيه، فنحن لا نرى الاستعجال في هذا الأمر إذا تأكد لك أنه نادم، وأنه تائب وراجع إلى الله تبارك وتعالى.

ونؤكد لك أن الفتاة الناجحة مثلك تستطيع أن تجعل الشاب يدور حولها، ولا يلتفت إلى غيرها، باهتمامها بنفسها أو باهتمامها به، وحرصها على إرضائه، وبتفننها في إظهار مفاتنها، وبإسماعه الكلام الجميل الذي رأيتِ تأثيره الآن عليه، فكيف بعد أن يكون معك وأنت خالصة له وهو خالص لك.

لذلك نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال بطلب الفراق، ونعتقد أن جرعة الدلال والرفض التي حصلت منك كافية، فإذا عزم الشاب وجاء بشروط جديدة، ومن حقك أن تشترطي عليه شروطًا جديدة، وجاء نادمًا وقبل ذلك تائبًا إلى الله تبارك وتعالى، وقد أقسم أنه لا يكرر هذه الأشياء، فنحن نرى أن تكملي معه المشوار، وفي النهاية الأمر لك، لأن الفتاة قد يصعب عليها أن تجد شابًا بلا عيوب وبلا نقائص.

ونؤكد أن المهم في الشاب هو أن يكون من المصلين، أن يكون من الحريصين على الخير، بعد ذلك مثل هذه الهفوات والهنات تحسب بحسابها وتقدر بقدرها، وإذا تاب، تاب الله عليه، ونعتقد أن الفرصة بين يديك، ولا نريد أن نكرهك، لكن هذا مجرد رأي بالنسبة لنا، نراه ينبغي أن تسيري عليه.

فحاولي أن تنظري إلى إيجابيات الشاب، ولعل من أهم إيجابياته هذا الإصرار الكبير على إكمال المشوار معك، هذه نفسها في حد ذاتها إيجابية، ومثل هذا الشاب قد يجد فرص أخرى، ولكن كونه يصر عليك، معنى ذلك أنه حريص على أن يُكمل معك المشوار، -والحمد لله- هذا الإصرار دليل أيضًا على أن فيك خير يُجبره على أن يظل معك، ويحرص عليك.

من حقك أن تشترطي، من حقك أن تضعي قواعد تضمنين بها مستقبل الأسرة، لكن لا نؤيد فكرة الاستعجال بالرفض، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين

    شكرا دكتور على كلامك الطيب
    الحمد لله افادني كثيرا
    اتمنى من العلي القدير ان يجعل موعدنا معكم الجنه مع الحبيب المصطفى محمد

  • الجزائر فضيلة

    السلام عليكم والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه
    الزواج رزق من الله وقد يكتب للمراة الزواج في سن الشباب او في الثلاثين اوالاربعين حتى الستين لانه بيده وحده يمن على من يشاء به لذلك مقولة ان المراة قد يفوتها القطار او العنوسة لااامن بها .للمراة في اي سن كات ان تتزوج بمن ترضاه حال خطبتها وتشترط وتختار الانسان المناسب لتحيا حياة سعيدة موفقة باذن الله وليس ان تزوج وحسب باي شخص قد لاتجد معه راحة او يؤدي بها الى الطلاق .
    اسال الله ان يرزقكي حبه ورضاه واعالي جناته بلا حساب وحسن الخاتمة ويقيكي عذاب القبر والنار كله وان يرزقك الزوج الصالح التقي الذي يسعدك ويجعل حياتك جنة قبل جنة الخلد امين
    لاتقولي مطلقة او اي مخاوف فاالزواج امر بيد الله وقد يمن على المطلقة واارملة وصاحبة الخمسين بزوج يكون خيرا لها في حياتها بصلاحه وغيره وهكذا الرجل كان مطلقا او كبيرا له ان يشترط في الزواج والكل يحق له ا يبني اسرة بمعنى الكلمة اساسها المودة والرحمة كما قال تعالى والتقى وان لم يلقى الطرف زوجا مناسبا فلا يستعجل على نفسه وليستخر الله وماخاب من الى الله اناب والحمد لله

  • إيرلندا noon

    من قناعتي الخاصة لا انصحك بالشاب الجديد لانه وان تزوجك اليوم غدا بعد الملل الذي ولابد منه ربما يلعب بذيله ثم انتي اشتري راحة بالك لانه شاب مثله لن تطمئني اليه ابد هذه وجهة نظري

  • العراق فرح

    شكرا يا استاذه على ردكم الذي اراح قلبي وساعدني كثيرا
    شكرا على تعليقاتكم الطيبه حبيباتي
    ربي يفرحكم بالدنيا وا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً