الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ابني الذي تختلف صفاته عن بقية إخوته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً قبل طرح سؤالي لديَّ مطلبان:
الأول: عدم ربط سؤالي باستشارة سابقة وإرسال إجابة مطابقة.
الثاني: ضرورة تحويل سؤالي للشيخ أحمد الفرجابي على وجه الخصوص.

أما عن سؤالي فهو: -حضرة المستشار الكريم- أنا رجل متزوج ولدي من الأبناء خمسة -ولله الحمد-، أعمل معلماً، أولادي طيبون -ولله الحمد- غير أن ابني الثاني والبالغ من العمر 10سنوات لديه مشاكل سلوكية ونفسية، وقد يكون لها علاقة بتركيبة المخ، ولعلي أذكر لكم بعض هذه المشاكل.

أولاً صفاته:
1- عمره 13سنة.
2- عنيد جداً, فإذا أراد فعل شيء أو عدم فعله يصعب جداً تحويله عمَّا يريد.
3- لديه الكثير من الأنانية وحب الذات.
4 - عدواني على إخوانه كثيراً إلى حد إسالة الدماء.
5- شديد الغيرة.
6- يرفض الصلاة حتى في البيت.
7- يرفض الذهاب إلى مركز تحفيظ القرآن.
8- مستواه العلمي بعد أن كان جيداً رسب في هذا العام.
9- يأكل بيده اليسرى رغم المحاولات المتكررة معه والترغيب والترهيب، مع قدرته على الأكل باليمين.
10- مولع جداً بألعاب الحاسوب.

ثانيـــاً: الأساليب التي اتخذت معه.
1- النصح والتوجيه والإرشاد الهادئ.
2- الحرمان مما يحب.
3- التخويف.
4- المقاطعة.
5- الضرب غير المبرح.

وبناء على ما سبق: فإني أستعين بالله، ثم بكم لإرشادي إلى الطريقة الأنسب لتربية هذا الطفل الذي يختلف عن إخوته -كما ذكرتُ لكم صفاته-، وهل صفاته المذكورة طبيعية أم أن هناك أسبابا تتعلق بتركيبة المخ أو عوامل أخرى؟

علماً بأننا نعيش في جو أسري هادئ وسعيد، ولله الحمد والفضل والمنة.

أنتظر ردكم بفارغ الصبر، وجزاكم الله خيراً، وبارك فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للمشكلة، ونؤكد لك أن هذا الابن أيضًا طيب من أسرة طيبة، وأنه ربما يحتاج إلى تعامل خاص، ونشكر لك حسن العرض لصفاته وللمشكلة، وتمنينا أن نعرف تاريخها، وهل هذا الإشكال كان منذ البداية؟ وهل كان هناك أطفال موقعهم من الأسرة -رقمهم في الأسرة– نستطيع أن نقول: إن الذين قبله والذين بعده وجدوا دلالاً أكثر منه، أو جاء في وقت جاء الذي بعده بسرعة وسحب منه البساط، أو تبعت أمه في الولادة أو كانت فترة حملها به فيها صعوبات؟ هذه إضافات كانت ستكون مهمة.

ولكن على كل حال: نحن نعتقد أنه يمر في مرحلة مفصلية –مرحلة عمرية– بعض هذه الخصائص الموجودة فيها طبيعية، فالعناد طبيعي في هذه المرحلة وستزول بعد سنة أو أكثر، كذلك أيضًا حب الذات وما صدر من الصفات المذكورة أيضًا أرجو ألا تنزعجوا ولا تسلطوا الأضواء عليها، ولكن ينبغي أن تمدحوا كرمه وتمدحوا الجوانب الإيجابية، ولا تنصروا إخوانه عليه، ولا تقولوا: (أنت شرير، أنت عدواني) ولكن قولوا: (أنت طيب، ومثلك لا يضرب إخوانه بهذا العنف؛ لأنك إنسان متميز؛ ولأنك إنسان رحيم) هذا مهم؛ لأننا أحيانًا نُحدد هوية للطفل عندما نقول: (أنت مجرم، أنت قاس) فندفعه إلى السير في هذا الاتجاه، فلا يزداد إلا عدوانًا وتمردًا وأذية لإخوانه.

كذلك أيضًا أتمنى: أن تعرفوا أسباب رفضه للصلاة، وأسباب رفضه للذهاب لحفظ القرآن، هل لكثرة التعليمات؟ هل لأنه لم يجد تشجيعًا؟ هل لأن أهل البيت فيهم من يتكاسل عن الصلاة؟ هل لأن أهل البيت لا يُشعرونه بأهميته؟ هل لخلل خلقي فيه؟ هل لعيب في خلقته يخشى الناس أو يخجل؟ هل حصلت له مواقف في داخل المسجد؟

وعلى كل حال هذه الأمور تحتاج إلى أن نتعامل معها بهدوء، وإذا كانت بدايات الطفل جيدة وفي أسرة طيبة فنؤكد لكم أنه سيعود إلى وضعه الصحيح.

أما الأساليب المستخدمة فقد أحسنتم، ولكن كنا نتمنى ألا تصعدوا إلى الضرب وتصلوا إلى هذه المرحلة بهذه السهولة، ونتمنى أيضًا في الحالات التي ضُرب فيها أن يكون الضرب وُفق الضوابط، فليس ضربًا مبرحًا، وليس أمام زملائه، وليس ضربًا يُشعر بالإهانة، وليس ضربًا يصحبه التوبيخ، وليس ضربًا يُتخذ عادة بأن يُضرب دائمًا، يعني كل مسألة تربوية لا بد من دراستها، لا بد أن نتأكد أن الضرب يُصلح معه.

ونحن لا نتمنى أبدًا استخدام هذه الوسيلة، خاصة في هذه السن التي ينبغي أن يتخذ فيها صديقًا، يحاور ويُشاور، وتستمعوا إليه، ويأخذ وضعه في الأسرة، ويشعر بأنكم تقدرونه، ونعتقد أن هذا جزءًا أساسيًا جدًّا في حل المشكلة.

ولا نستطيع ولا نريد أن نسارع بأن نقول: إن هناك جانبا طبيا؛ إلا إذا جاءت الإجابات بأن الأم تعبت في الولادة، خرج من بطن الأم ناقصا، تعرض لمشاكل نفسية في البداية، هناك أيضًا أطباء نتمنى أن تزوروا طبيبا، لكن مع ضرورة ألا يستخدم الأدوية، إنما يتكلم مع الطفل ويأخذ منه ويستمع إليه، وعندها ستتضح له كثير من الأمور التي تعينه على فهم الحالة الخاصة بهذا الشاب، وعندها سيسهل العلاج بفضل الله تبارك وتعالى.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونتمنى أن تتواصلوا معنا لمعرفة التفاصيل التي أشرنا إليها، ونشكر لكم حسن العرض للمشكلة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً