الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري..فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاةٌ، بعمر 20 سنة، طالبة جامعية، أُعاني من الوسواس القهري منذ أن كان عمري 15 سنة، ولم أكتشف أني مصابة بالوسواس القهري إلا منذ سنة تقريباً؛ وذلك عن طريق الإنترنت، عندما شاهدت فيديو على قناة الجزيره الوثائقية، وفرحت كثيراً أن ما بي هو مرض، لأني فكرت أني "ملبوسة" أو في خلل عقلي.

بحثتُ كثيراً عبر الإنترنت عن هذا المرض، ودخلت على مواقع أجنبية، ووجدت أنهم ذكروا أكثر من 100 نقطة عن أعراض وعلامات هذا المرض، وأن الواحد ممكن أن يتصرف بغرابة، وشاهدت مقاطع فيديو لأناسٍ مرضى، واكتشفت أن ما عندهم نفس الذي يحدث معي.

أنا إلى الآن لم آخذ أي دواء، ولا يعرف أحد بمرضي غير أختي التوأم؛ فقد حكيت لها عما يحدث معي، وهي لاحظت، فقد كانت سابقاً تغضب وتصرخ على تصرفاتي، لكنها عندما عرفت تغيرت، وأصبحت تُساعدني، والأعراض التي تحدث معي هي:

1 - تكرار لمس الأغراض.

2- تكرار السطر عند قراءة القرآن.

3- عندما تحدث معي مشكلة، أقوم بتقطيع الأكل، وأظل أفكر فيها وأنا نائمة، وعندما آكل، وعندما أستحم، ولا أدرس حتى أحلها، وحتى يمر عليها أقل شيء ثلاثة أشهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونقول لك: الحمد لله أنك قد اطلعت على ما ورد في الجزيرة الوثائقية، وهي بالفعل من القنوات التي تقدم مواد علمية مفيدة جدًّا.

أنت تعرفت على نوعية أعراضك التي كانت تسبب لك الأرق منذ خمس سنوات، وأتفق معك أن أعراض الوساوس القهرية كثيرًا ما تكون مطبقة وغريبة التكوين والطبيعة، مما تجعل صاحبها يعيش في نزاعاتٍ نفسيةٍ كبيرة.

أعراضك -كما ذكرت– تتطابق مع الوساوس القهرية، وأنا أؤكد لك أن الوساوس القهرية الآن يمكن علاجها، وهي تتفاوت في حدتها وشدتها، والوساوس الفكرية تستجيب بصورةٍ أفضل للعلاج الدوائي، لكن جميع أنواع الوساوس تحتاج منا إلى تطبيقات سلوكية، مثل: تجاهل الأفكار، وتحقيرها، وألا تناقشي الأفكار الوسواسية، ولا تحاوريها؛ لأن الحوار يُشعبها، ويقويها، ويعضدها، وتدخلك في شبهات أكثر، أما الإغلاق عليها من خلال رفضها وتحقيرها؛ فهي وسيلةٌ علاجية نعتبرها جيدة جدًّا.

أريدك أن تتحدثي حول هذا الموضوع مع أهلك، وتذهبي إلى طبيبٍ نفسي، فشقيقتك تعلم بهذا الأمر، وأنا متأكد أنك لو أطلعتِ والدتك أو والدك فلن يمانعا أبدًا من الذهاب من أن تذهبي إلى الطبيب، والطبيب سوف يعطيك نفس التوجيهات التي ذكرنا لك عمومياتها ولم نذكر تفاصيلها، لكن الأهم من ذلك أنه سوف يقوم بإعطائك دواءً علاجياً ممتازاً، وأفضل دواء يُناسب حالتك وعمرك هو عقار (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين)، أو عقار (فلوزاك)، والذي يُعرف علميًا باسم (فلوكستين) وكلاهما سليم وغير إدماني، وغير تعودي، ولا يؤثرا أبدًا على الهرمونات النسائية.

أيتها الفاضلة الكريمة، سيكون من الجميل ألا تستسلمي للوساوس، وكما ذكرت لك لا تحاوري الوساوس، إنما حقّريها، فالوساوس مؤذية للشخص ولمن حوله، لذا نقول دائمًا: يجب أن تُعالج، وسوف تُعالج بإذن الله تعالى .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً