الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بخوف وقلق من الموت والأمراض وأخشى السفر ليلا وركوب الطائرة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 38، متزوج.

أعاني من: خوف وقلق، وتفكير بالموت، والأمراض -الجلطات طبعا- مدخن، أحس بألم في كل أنحاء جسمي، كل دقيقة اقيس الضغط والسكر، عندي سكر وأستخدم منظما.

كل مرة أذهب للمستشفى وأعمل تخطيطا للقلب وتحاليل، لا أستطيع السفر ليلا لوحدي وركوب الطائرة، عندي عدم توازن وخاصة في المسجد، أحس بأنني سوف أقع.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ waafi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أنت تعاني من قلق المخاوف، ومخاوفك متعددة الجوانب، الخوف من السفر، الخوف من ركوب الطائرة، الخوف من السفر ليلاً، والخوف من الأمراض والوسوسة حول الموت، والشعور بعدم التوازن وخاصة في المسجد، هذا ربما يكون نوعًا من الرهاب الاجتماعي أيضًا.

إذًا لديك مخاوف متعددة ومتشابكة: لكن هذا لا يعني أن حالتك مستعصية، على العكس تمامًا المخاوف كلها واحدة، وهي أصلاً جوهرها القلق النفسي، والمخاوف -خاصة الخوف من الأمراض- ترتبط دائمًا بنوع من الوسوسة والشعور بعدم الطمأنينة.

أيها الفاضل الكريم: أنت في حفظ الله تعالى وفي معيته، وعليك بالدعاء، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه، هذا أولاً.

ثانيًا: أن يكون لك نوع من الترتيب الخاص للذهاب إلى طبيبك مرة كل شهر، وذلك من أجل الفحوصات العامة، والتأكد من مستوى السكر والضغط، وأنا أقول لك: يجب ألا تعتمد أبدًا على الأجهزة المنزلية، هي مفيدة جدًّا لكن الإكثار من استخدامها، أو الاختلاف في قراءتها في بعض الأحيان يؤدي إلى المزيد من الوساوس والمخاوف.

ثبت مواعيد شهرية مع طبيبك، هذه الطريقة الصحيحة والسليمة، والتي سوف تقلل مخاوفك وتمنعك من التردد على الأطباء، والإكثار من الفحوصات المنزلية.

ثالثًا: نحن نناشد الناس أن تعيش حياة صحية، ونقصد بالحياة الصحية هي: الحياة المستقرة المطمئنة، والإنسان يصل لذلك من خلال: ترتيب نومه وتنظيمه، وقطعًا النوم الليلي المبكر هو الأفضل، وتجنب النوم النهاري مطلوب، وممارسة الرياضة فيها عافية ومعافاة للصحة النفسية والجسدية، تنظيم الطعام، ونوعية الغذاء الذي يتناوله الإنسان، الحرص على العبادات خاصة الصلوات في وقتها، التواصل الاجتماعي، القراءة، الاطلاع، اكتساب المعارف، الزيارات للأصدقاء والأرحام.

هذه كلها متطلبات أساسية للحياة الصحيحة، والحياة المستقرة، والإنسان حين يسير على هذا النمط حتى مخاوفه وقلقه وتوتراته سوف تخف، هذا لا شك فيه.

رابعًا: قطعًا أنت في حاجة لأحد محسنات المزاج ومضادات الخوف والقلق، والحمد لله تعالى هي كثيرة جدًّا الآن ومتوفرة، وأحبذ أن تقابل طبيبًا نفسيًا، أو أن تطلب من طبيبك الذي تراجعه أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وعقار (سبرالكس) والذي يعرف علميًا بـ (إستالوبرام) هو من أفضل هذه الأدوية، يعرف عنه أنه دواء ممتاز وفاعل جدًّا، يزيل المخاوف والتوترات والوساوس، وإن شاء الله تعالى يكون سببًا في أن تتمتع بالصحة الكاملة.

خامسًا: دائمًا تذكر إيجابياتك، أنت لديك أشياء طيبة في حياتك، رجل متزوج، مستقر، لديك عمل، في قمة شبابك، فماذا بعد هذا؟ ليس هنالك ما يدعوك للخوف والتوتر، يجب أن توازن الأمور بالميزان الفكري المعرفي الإيجابي، لا تترك للسلبيات مجالاً أبدًا لتسيطر عليك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً