الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن للخاطب أن يتقدم لأهلي من غير أن يشكوا به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أحببت شخصا وأحببني، وحاول أن يتقدم لطلب يدي، لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لم ير للمتحابين مثل النكاح)، ولكن المعروف أن هناك عادات وتقاليد بمجتمعاتنا، منها: أن أي شخص يطرق الباب للخطبة لا يقبلون به، كذلك أنه من الطبيعي أنهم سيسألون الرجل: من أين أتيت؟، ومن دلك علينا؟، وهو أصلا لا يعرف أي أحد من عائلتنا، وكذلك أهله سيسألون عنا، وأنهم لم يسمعوا عنا، الخ، وبذلك فمن المستحيل أن يوافق أهلي أو أهله على ذلك.

ولقد سبق وأن حاول أن يتعرف على أخي حتى تكون هناك صداقة بينهما، ومن بعدها يتقدم لي، ولكن للأسف فأخي لم يقبل بصداقته، لأن أخي لا يقبل بصداقة إلا من جالسهم، وعلى معرفة بهم.

فـأرجو منكم المساعدة، وإعطائي الحل المناسب لكي يتقدم لأهلي، وسأكون شاكرة وممتنة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك في الموقع، ونؤكد لك أن مثل هذه الأمور - إن شاء الله - لها حل، ونحن الآن في عالم مفتوح، يستطيع الرجل أن يأتي أي منطقة ويقول (كنت هنا ورأيتُ فتاة، بنتُ مَن؟ من أي مكان، أحب أن أرتبط بها)، ثم يُكمل المراسيم، وإذا كان قد حاول مع أخيك محاولات فهذا يعني أنه يعرف هذا الأخ، ويمكنه أن يقول: (أنا أريد أن أتزوج أخت فلان، وبيننا معرفة، وسألتُ عن الأسرة، وسمعتُ بالخير)، ولا أعتقد بأن المسألة بهذا التعقيد، وهذه المسائل قسمة ونصيب وبتقدير ربنا القدير سبحانه وتعالى.

فلا تنزعجي، وعليه أن يحاول، ولا مانع من أن يبحث عن أساليب جيدة، كأن يتعرف على مكان عملك أو مكان سكنك، ثم يتواصل مع هذا المكان، ثم يتعرف على مدير المكان أو مدير المؤسسة التي أنت فيها، أو بعض من في الحيِّ، ثم عن طريقهم يصل إليك، حتى يُخيل للناس أنه وصل بهذه الطريقة، ونحن جربنا هذا، ونطلب منه أن يسافر إلى المدينة ثم يُوجد في ذلك المكان، ثم تمر الفتاة فيقول (بنتُ مَن هذه؟) ويسأل التاجر، ويسأل أيا من الجيران، ويتعرف عليكم، ويقول: (عن طريق هؤلاء)، ويجعل هؤلاء أيضًا وسطاء، يعني المعرفة لا تحتاج إلى وقت، كم من إنسان التقى بفتاة لمرة واحدة في طائرة أو في غيرها ثم حدثت الخطبة، فإنه لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح، وأيضًا الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وأرجو أن تكتموا أمر العلاقة القديمة وتتوبوا منها، وتحاولوا أن تؤسسوا علاقة تحت ضوء الشمس، بعلم الأهل، بمعرفتهم، بعلم الجيران، بمعرفتهم، وأعتقد أن أي إنسان يستطيع أن يقابل الفتاة (في الطائرة – في الطريق – في المكاتب – أمام منزلها) في أي مكان يستطيع أن يراها، وقد يُلقي الله الميل إليها في نفسه، وعند ذلك يبدأ فيسلك السبل الشرعية في التعرف عليها حتى يكمل مراسيم الزواج.

فلا تنزعجي من هذا الأمر، ولكن أتمنى أن يخرج إلى السطح، وأن تكون هنالك محاولات فعلية، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، ونقترح عليه عندما يأتي أن يأتي بوجهاء وشخصيات علمية وعلماء ودعاة إلى الله، حتى يردوا عن مثل هذه التساؤلات، ويبينوا لهم أن هذه أقسام قدرها الله ونحن في بطون أمهاتنا، لذلك ينبغي أن نقف أمام هذه الأشياء، والعبرة بصلاحه، ومن حقهم أن يسألوا، ومن حقكم أن تسألوا، فإذا وجد الخير والصلاح فلم يُرَ للمتحابين مثل النكاح.

نتمنى أن تكون هناك خطوات عملية، وأتمنى أن تكتموا أمر العلاقة القديمة، وأن تستغفروا منها إذا كان فيها تجاوزات، ثم تُقبلوا على رب الأرض والسموات، وتواصلوا معنا حتى نعرف الوسائل، وأين وصلتم في هذا الموضوع، ونسأل الله لك وله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمود

    جزاكم الله خيرا ووفق الله السائلة الى ما فيه الخير والفلاح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً