الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني الهلع والاكتئاب واختلال الأنِّية، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب عمري 30 عاماً، أصابني الهلع منذ عامين ونصف، وصاحبه وسواس موت وأمراض واكتئاب، واختلال أنية، وقبل ستة أشهر من الآن كنت لا أستطيع الخروج من غرفتي لمدة شهر ونصف تقريباً، ولكن -لله الحمد- الأن أمارس حياتي بنسبة 80 بالمائة.

الوسواس والهلع أصبح خفيفاً، ولكن ما يتعبني هو الاختلال، أحس أن كل شيء كذب، وأحس أني أحلم، فما هو العلاج الفعال للاختلال؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك واضحة جدًّا، وبالرغم من تعدد الأعراض، لكني أريدك أن تفهمها أن مكوّنها الأساسي واحد، وهو (قلق المخاوف الوسواسي) وبالنسبة للشعور بالإحباط فهو ثانوي، كما أن اضطراب اختلال الأنيّة هو جزء أساسي من قلق المخاوف.

العلاج الدوائي متوفر الحمد لله تعالى، ولكن قبل ذلك لا بد أن تحقر هذه الأفكار، وتعيش حياتك بصورة طبيعية، وأنت الحمد لله تعالى حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال، فاصرف انتباهك عمَّا تبقى من أعراض، وذلك بأن لا تترك أي مجال للفراغ ليسيطر عليك، كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة وقطعًا إدارة الوقت بصورة جيدة فيه خير كثير لك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فكل البحوث والتجارب العملية تُشير إلى أن عقار (سيرترالين/ لسترال/ زولفت) هو من أفضل الأدوية التي تعالج مثل هذه الحالات، الجرعة المطلوبة هي الجرعة الوسطية، حيث إن اللسترال جرعته بالنسبة للبالغين هي حبة إلى أربع حبات في اليوم، أنت تحتاج إلى حبتين في اليوم، ويكون بناء الجرعة كالآتي:

في المرحلة التمهيدية ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة حبتين ليلاً، وهذه هي المرحلة العلاجية في الترتيب العلاجي. استمر على حبتين ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم وفاعل جدًّا وممتاز جدًّا، فقط ربما يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية في بعض الأحيان، كما أنه قد يؤدي إلى فتح الشهية للطعام نسبيًا، مع شيء من الشراهة نحو الحلويات، فأرجو أن تأخذ ذلك في الاعتبار حتى لا يزيد وزنك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر nacer

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً