الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحقق النجاح في الدراسة، وأخفف من رغبتي الجنسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع الجميل، وعلى جهودكم في مساعدة الناس، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا طالب ثانوي، أبلغ من العمر 17سنة، وهذه السنة هي آخر سنة لي في المدرسة، فكيف لي أن أتخرج من الثانوية بمعدل متميز، أعلم أنه علي أن أبذل جهدا أكبر، ولكن كيف أنظم وقتي، حتى تأتي آخر السنة وأنا مرتاح ومستعد للامتحانات النهائية، وكيف أكون سريع الحفظ والفهم؟

أنا أطمح بعد الثانوية في دراسة الهندسة الإلكترونية؛ لأني أرى أن قدراتي تتناسب مع هذا المجال، فهل هذا المجال صعب؟ وهل هو مربح؟ وما هي المواد الداخلة في هذا المجال؟ اشرحوا لي بالتفصيل عن مجال الهندسة الإلكترونية، أرجو الإجابة في أسرع وقت ممكن، ولكم جزيل الشــــــكر.

السؤال الثاني: أنا أحببت فتاة، وعندما أراها يخفق قلبي وأرغب في الزواج بها، لكن كما ترون أنا ما زلت صغيرا على الزواج، وعلي أولا أن أبني مستقبلي، وأجمع فلوس المهر والبيت، فماذا أفعل؟

سؤال ثالث وقصير: كيف أخفف من شهوتي ورغباتي الجنسية، أنا أريد أن أحتلم في الوقت الذي أراه مناسبا؛ لكي لا أقع في العادة السرية، فنحن في زمن كثرت فيه المغريات، ولكن يصعب التحكم في الاحتلام، فكيف أخفف من شهوتي إلى أن يرزقني الله بالفتاة التي أتمناها، وتعفني عن الحرام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مـحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك، ونشكر لك هذه الرغبة في الخير، والرغبة في التفوق، ونسأل الله أن يعينك على الوصول إلى الهندسة التي تريدها، ونعتقد ونؤكد لك أن الأمر سهل، إذا استعنت بالله، وتوكلت عليه، وبذلت الأسباب.

من بذل الأسباب أيضاً: أن ينظم الإنسان وقته، ومما يعين الإنسان على ذلك أن يكون لك جدول ثابت، لا تؤجل فيه عمل اليوم إلى الغد، حاول أن تراجع الدرس مباشرة بعد انتهاء المدرس من شرحه، ثم كرر ذلك، ثم أشرك أكثر من حاسة، فاكتب الأشياء المهمة في ورقة، واحفظ القوانين التي تعاونك على فهم المسائل، وغيّر مكان المذاكرة، واجتهد في أن تُقبل على الدراسة عندما يكون عندك إقبال، وتضع الكتاب إذا شعرت بالملل، وأعط نفسك حظها من الطعام وحقها من الراحة، واختيار المكان الهادئ والمناسب للمذاكرة، وحاول دائمًا أن تصاحب الجادين والمجدين، وإذا صعبت عليك مسألة فلا تتردد في سؤال المدرس عن إجابتها وعن أحكامها.

نؤكد لك أن الصواب هو: أن يسير الإنسان في الاتجاه الذي يحبه، فإذا كنت تحب الهندسة فأكمل مشوارك في هذا الاتجاه، واحرص دائمًا على أن تُكثر من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

بالنسبة لموضوع الفتاة التي إذا رأيتها تؤثر عليك: نحن ندعوك أولاً إلى الابتعاد عنها، وعدم الذهاب إلى مظان وجودها، والاجتهاد في غض البصر، وشغل النفس بالمفيد، ونؤكد لك أن أمر الزواج سيأتي، ولكن لا بد أن تفكر في الوقت المناسب، ونحن نرى أن هذا إعجاب وليس حبًّا، والعلاج أن تصرف بصرك عن الفتاة وعن أماكن وجودها وعن غيرها من الفتيات، ونؤكد لك أن غض البصر مما يعين على فهم الدرس، ومما يعين على النجاح، فنسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

عليك أيضًا بغض البصر، وشغل النفس بالمفيد، مما يعينك على تفادي هذه الممارسة الخاطئة التي هي العادة السيئة، والتي تترك آثارًا على عقل الإنسان وجسده وعلاقاته، وهي لا توصل إلى الإشباع، لكن توصل إلى السُّعار، ولكي تتفادى هذه الممارسة الخاطئة عليك أن تغض البصر، عليك أن تتجنب الوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد، عليك ألا تأتي الفراش إلا عندما تكون مستعدًا للنوم، عليك ألا تبقى في الفراش بعد أن تستيقظ، عليك أن تنام على الأذكار وتستيقظ عليها، وتحرص على أن تنام على طهارة.

نؤكد لك أن الإنسان صاحب الطموح إذا شغل نفسه بالمذاكرة، وأجهد نفسه في الطلب، ونوع المهارات، ومارس الرياضة، ولم يشغل نفسه بالتفكير في هذه الأمور؛ فإن هذا يعينه على التخلص من هذه الممارسة الخاطئة.

أما مسألة الاحتلام: فهي طبيعية في الوقت الذي يقدره الله تبارك وتعالى، والإنسان إذا لم يفكر في هذه الأمور فإنه يظل في أمن وهدوء، والإمام النووي –رحمة الله عليه– الذي شغلته المعالي؛ لأنه منذ أن كان طفلاً قال له الأطفال: هيَّا نلعب، قال: (أنا ما خُلقت للعب) فظل في حياته يذاكر ويعلم ويدرس ويعيش مع الكتب حتى نسي قضية الزواج، ومن الطرائف أنهم قالوا له: هل تزوجت؟ قال: (لو ذكّرتموني لفعلت) أخذ العلماء من هذا أن الإنسان إذا شغل نفسه بمعالي الأمور، بالاجتهاد، بالدراسة، بالعبادة، بالطاعة، استنفذ هذه الطاقة، وجهها، غض بصره، فإنه ينتهي من هذه المراحل –مراحل الشباب وفورات الغريزة– سينتهي منها بسهولة؛ لأن الله يعينه؛ لأنه مطيع لله تبارك وتعالى.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن نراك نجمًا متفوقًا ورمزًا كبيرًا في أمتنا، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونؤكد لك أن تفاصيل المواد الدراسية ستأخذها في مستقبل أيامك، والمهم الآن هو أن تسير في الاتجاه الذي تميل إليه وتحبه وتجد نفسك فيه؛ لأن هذا من شرائط التميز، فنحن لا نريد مجرد النجاح، وإنما نريد متميزين مبدعين من أبنائنا، نسأل الله أن تكون منهم، بل أن تكون رأسًا فيهم، وأن يرزقك الخير والصلاح، ونشكر لك مرة أخرى هذا التواصل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن محمد

    جزاكم الله الف خير على المجهود وعلى الافادة فانا من محبي هذا الموقع الرائع جزيتم خيرا
    ^_^

  • أوروبا نانا

    انا بعاني نفس المعاناه

  • أمريكا اسماعيل

    كانت لدي نفس المشكله اشكرك يادكتور علي هذه النصيحه

  • فلسطين محمدالقرم

    السلام عليكم ورحمة الهل وبركاته

    شكرا لأخي الشيخ وكل الاحترام لك واتمنى ان يتقدم هذا الموقع الى الأمام أكثر فأكثر لانه مفيد جداً للمراهقين الصغار والكبار من سن 13-23
    هؤلاء الأجيال أنصحهم بدخول هذا الموقع يومياً فهو مفيد في كل المسائل العقائدية
    والمسائل الدينية
    فنحن مسلمون تجمعنا راية واحدة وهي راية لا اله الا الله ومحمدا رسول الله

    جزاك الله كل خير اخي الشيخ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • جنوب أفريقيا محمد

    انا اشكرك يادكتور على هده النصاءح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً