الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفسي توسوس لي بأني لا أهتم بديني.. كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 16 سنة، أعاني من مرض الوسواس القهري منذ حوالي سنة، وبفضل الله تخلصت منه تقريبا لمدة لا تتجاوز الشهر، لكن ما لبث أن عاد لي، ولكن بصورة مختلفة، ففي الماضي كان يأتيني على شكل صور وأقوال كنت أتجاهلها، فتذهب لكن الآن أصبحت هذه الوساوس تأتيني على شكل تساؤلات وشكوك في ديني وعقيدتي، لا أعلم إن كانت وساوس، أو شيء آخر، وهي قهرية، فإن لم أجب عن هذه التساؤلات تأتيني وساوس بأنني لا أهتم بديني -والعياذ بالله- فلا أستطيع تجاهلها كما كنت في السابق.

فمثلا كلما أردت الاستماع للأغاني -أعلم أنها حرام- تأتيني وساوس بأني أفضلها على ذكر الله، وعلى الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم -والعياذ بالله-، وأنا والله لم أقصد أبداً ذلك، فقلبي كله حب لله ولرسوله وأنا دائما أذكر الله وأصلي على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والآن كلما سمعت أي شيء فيه موسيقى سواء برنامج، أو لعبة، أو فلم، أو أغنية فأن لم أوقفها يأتيني ذلك الوسواس الذي ذكرته قبل قليل-والعياذ بالله-.

أنا أوقف أي شيء فيه موسيقى حتى ولو لم يكن أغاني حتى أتفادى الوقوع في الذنب والمعصية، والآن أصبح يأتيني هذا الوسواس في كل شيء تقريبا في الأكل، أو عند مشاهدة فلم، أو مباراة، أو التلفاز عموما أو أثناء اللعب، وحتى في النوم فماذا أفعل؟

وأرجوكم فصلوا معي في كل جزء قلته وآسف على الاطالة وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الهاشمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالفعل هذه التجارب التي تمر بها هي وساوس قهرية، والمشكلة الأساسية في وساوسك أنها تحاول أن تستدرجك لتقنعك بأنها حقيقية، مما يجعلك تُجيب على التساؤلات الوسواسية والدخول في مثل هذه التفاصيل فيما يعرف عنه أنه يؤدي إلى تثبيت وتقوية الوساوس.

فأرجو أن تقتنع بحقيقة مهمة جدًّا، وهي: أن الوساوس يجب ألا تُناقش، يجب ألا تحاور، وألا يُجاب على تساؤلاتها أبدًا مهما كان الإلحاح، مهما كان الإصرار من جانب الوسواس، فيجب أن تخاطبه مخاطبة مباشرة قائلاً: (أنت وسواس حقير، لن أستجيب لك، لن أجيب عليك) وهكذا، هذا يساعد كثيرًا إذا استمر عليه الإنسان بصمود وإصرار؛ لأن الوسواس يُقهر تمامًا من هذه الزاوية.

الأمر الثاني هو: ضرورة قطع الروابط المثيرة للوساوس (موضوع الموسيقى) حقيقة أقول لك أن المثير في هذه الحالة لو قللت منه أو تركته هذا سوف يساعدك كثيرًا.

النقطة الثالثة هي: ضرورة صرف انتباهك من خلال عدم ترك أي فراغ، الاجتهاد في دراستك، الاجتهاد في الاطلاعات العامة واكتساب المعرفة، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، وضع أهداف حياتية حقيقية، ووضع الآليات التي توصلك إليها - بإذن الله تعالى -. هذا هو الذي سوف يساعدك كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أنه مطلوب في حالتك، لكن نسبة لسنّك يفضل أن تتحصل على وصفة طبية من الطبيب النفسي، وعليه أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، قطعًا سوف يوجه لك المزيد من الإرشاد، ويقوم بوصف العلاج اللازم لك، وأنا أؤكد لك أن الأدوية ذات فعالية عالية جدًّا، والأدوية تساهم الآن في علاج الوساوس القهرية بنسبة ستين إلى سبعين بالمائة، وهذه تعتبر نسبة نجاح عالية جدًّا.

لا تؤخر الموضوع، ولا تحرم نفسك، اذهب مباشرة للطبيب بعد أن تخطر أهلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً