الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي تعاني من الصرع، فهل يعتبر دواء ديجريتول الأفضل لحالتها؟

السؤال

السلام عليكم

ابنتي بعمر سنتين وشهر، ظهرت عليها أول حالة تشنج بتاريخ 18/5/2013، ثم حصلت بعدها ثلاث حالات استمرت آخرها حوالي 5 دقائق، وتم تشخيص حالتها بالصرع، وتم إعطاؤها الديجريتول صباحا ومساء ابتداء من 9/6/2013.

ولكننا عندما ذهبنا إلى طبيب آخر، ذكر لنا بأنها لا تحتاج للدواء، ومن المحتمل أن يكون لديها تشنج حراري، وقام بقطع الدواء تدريجيا، وبتاريخ 24/6/2013 تم قطع الدواء نهائيا، وبتاريخ 5/7/2013 عادت الحالة مرة أخرى، ولكن لمدة 3 دقائق تقريبا، فقد كانت تتشنج مع فتح العينين، وتنظر باتجاه واحد، مع ملاحظة أن شفتيها أصبحتا زرقاوين، مع صوت غرغرة في فمها، وبدأ الطبيب معها بعلاج ليفيتير اسيتام (نوع ايبيتام الأردني)، بمقدار 125 صباحا ومساء.

في تاريخ 19/7 حصلت لها حالة أخرى، فزاد الطبيب الكمية 200 ملغم صباحا ومساء، وفي تاريخ 16/8 ظهرت عليها تشنجات، ولكن ليس بشدة النوبات السابقة، فقد كانت سريعة وعادت بعدها للنوم، فتم إعطاؤها دواء إضافيا مع الدواء السابق ديباكين 50 ملغم صباحا ومساء، وظلت هذه الحالة تأتيها من فترة لأخرى، مع وجود حالة من الفزع المفاجئ الذي يظهر عليها خلال النهار - كشخص يوشك أن يسقط من مكان عال -.

بتاريخ 7/9 صباحا حدثت الحالة أربع مرات متعاقبة، وفترة كل وحدة أقل من دقيقة، والنوبة ليست كاملة كما في السابق، فما كان من الأطباء إلا أنهم زادوا جرعة الليفيتير اسيتام 250 ملغم صباحا ومساء، والديباكين 100 ملغم صباحا ومساء، فاختفت منها حالة الفزع المفاجئ خلال النهار، واختفت النوبات، ولكن بالأمس عادت لها حالة الفزع المفاجئ، واليوم صباحا حدثت لها نوبة، علما بأن كل النوبات تحصل صباحا، حيث أنها تستيقظ في 6 صباحا، وبعد ساعة تعود للنوم، لتبدأ النوبات، وبعض الأطباء نصحوا بقطع هذين الدوائين والعودة للديجريتول.

أرجوكم لقد تعبت، فقد مرت بي أربعة أشهر من المعاناة، انصحوني ماذا أفعل؟ أرجو المساعدة والنصيحة مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أي علة تصيب الطفل مؤلمة جدًّا على الآباء والأمهات، وذلك نسبة للحب الجبلي الذي خلق الله فينا، ولذا تجد الآباء يتنقلون من طبيب لآخر لمعرفة العلة، أو للتأكد من صحة العلاج، أو لأخذ رأي ثان أو ثالث.

أنا أقدر تمامًا ما قمتم به من جهد، ورأي الطبيب الأول كان أنها تعاني من تشنج صرعي، ولذا قام بإعطائها التجراتول، وهذا الطبيب اعتمد على المعايير التي تحدد أن كل النوبات التي تأتي بعد عمر السنتين يجب أن تعتبر نوبات صرعية، أما النوبات التي تحدث في السنة الأولى فهي قد تكون تشنجات حرارية، ويُعرف أن حوالي عشرة إلى عشرين بالمائة من الذين يُصابون بالتشنجات الحرارية في السنة الأولى يحدث لهم مرض الصرع.

عمومًا لا أريدك أن تنزعج لهذه الاختلافات في الرؤى ما بين الأطباء، وأريد أن أؤكد لك الآتي:

أولا: ابنتك يجب أن تكون تحت متابعة ورعاية طبيب أطفال مختص في أمراض الأعصاب - إذًا حددنا التخصص الصحيح -.

ثانيًا: الأدوية المضادة للصرع كثيرة، وهنالك أدوية الخط الأول، وهنالك أدوية الخط الثاني، وهنالك أدوية الخط الثالث (وهكذا).

ثالثًا: هنالك فوارق فردية ما بين الناس في الاستجابة للأدوية، وهذه يجب أن تُقدَّر، على السبيل المثال: التجراتول ليس أفضل الأدوية، هو من أفضل الأدوية، ولكنه ليس أفضلها، وحتى البعض يعتقد أن الدباكين أكثر قوة منه وأكثر فعالية، ولكن ابنتك – حفظها الله – استجابت له بصورة أفضل.

رابعًا: الجرعات في بعض الأحيان يتم تحديدها من خلال قياس مستوى الدواء في الدم، وكذلك نوعية النشاط الذي يظهر على تخطيط الدماغ.

خامسًا: هذه الابنة أصبح الآن النمط التشنجي الذي يأتيها في وقت معين من اليوم وهو: الساعة السادسة صباحًا، وهذا يعني أن هذه الفترة تحتاج لتغطية دوائية أفضل، لأن الأدوية لديها عمر يُعرف بالعمر النصفي، وهذا يختلف من دواء لآخر.

النقطة الهامة والأخيرة هي: ألا تغيّر الأدوية لوحدك، ولن يكون من الحكمة أن أنصحك بأن ترجع للتجراتول وتوقف الدوائين الآخرين، نعم الحكمة الطبية تقول: أن دواء واحد أفضل من دواءين، ولكن أريدُ القرار بأن يتخذه المختص، لذا اذهب بابنتك للطبيب المختص في أمراض الأعصاب للأطفال، وما دامت قد استجابت للتجراتول؛ فهذا أمر طيب، وهذا أمر جيد، وإذا قرر الطبيب أن التجراتول هو الأنسب لها، قطعًا سوف يقوم بوصف هذا الدواء، وبما أن الطفل ينمو، لا بد وأن تُحدد الجرعة حسب عمر الطفل، وقطعًا المتابعات المستمرة مهمة جدًّا، وعليك بالدعاء لها بالشفاء.

أسأل الله تعالى أن يعافي ابنتك وأن يحفظها، وباركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً