الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرض ابني للاعتداء الجنسي وأثر على نفسيته، كيف أعمل؟

السؤال

السلام عليكم..

تعرض ابني للاعتداء الجنسي وهو في سن السابعة من عمره من شخص بالغ، وهو الآن في سن الثانية عشرة، وهو حتى الآن يعاني من اضطرابات نفسية، أخبرني بالحادثة بعد سنتين وهو حتى الآن يعاني، ويقول لي: لا أستطيع نسيان ذلك الفعل الشنيع، ولديه اضطرابات أثناء النوم؛ حيث إنه لا يستطيع النوم بسهولة.

سؤالي لكم:

1- كيف أتعامل مع هذه الحادثة؟
2- كيف أستطيع أن أساعده في نسيان ما حدث؟
3- هل ستؤثر على ابني في المستقبل؟
4- هل هذه الحادثة ستجعله منحرفا عند بلوغه؟

حسبي الله ونعم الوكيل، أتمنى الرد على سؤالي؛ لأني في وضع لا أحسد عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

لا شك أن موضوع التحرش الجنسي من أسوأ أنواع التحرش بالأطفال، فامتهان الأطفال له أشكال متعددة، فهناك الامتهان الجسدي من الضرب وغيره، أو النفسي والعاطفي من سوء المعاملة، ومن أشدها الامتهان الجنسي، فهو من أشد أنواع الامتهان ضررا على الأطفال.

ومع الأسف هو موجود في كل المجتمعات، وعلى نسب متفاوتة، إلا أنه ليس هناك مجتمع ممنّع من سوء المعاملة هذه.

وصحيح أن الوازع الديني له تأثير كبير في منع سوء المعاملة هذه، إلا أن هذا الوازع الديني عند الناس شديد التفاوت من شخص لآخر.

ومع عدم توفر الرعاية الصحية النفسية المناسبة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فقد يعيش الضحية مع كل آلامه وحيدا لسنوات وسنوات لا يعلم أحد عن معاناته إلا الله والمعتدي، فهو يخشى أن يبوح بالأمر وما يمكن أن ينتج عن هذا على أفراد الأسرة، وخاصة مع الوصمة الاجتماعية.

وقد يألف الضحية حياة معينة، ومن دون تلقي العلاج أو الإرشاد النفسي المطلوب، ولكن بعضهم يحتاج للعلاج النفسي المتخصص.

وأريد هنا أن أذكر ضرورة التأكيد للطفل، أن ما حدث ليس من صنعه، ولا دور له فيه، وأن ما حدث جريمة لا يُسأل عنها إلا مرتكبها، وأن الطفل كان طفلا صغيرا لا يعي ما يحصل، وما يزيد التشويش أكثر أن الفاعل قد يكون قريبا منه أو ممن يعرف، ومن أين له وهو الطفل أن يعلم ما يصلح وما لا يصلح؟! فهو لا يتحمل أي مسؤولية عما حدث، وأن عليه ألا يشعري باللوم الذي قد يوحيه إليه من ليس لديه خبرة في هذا الأمر.

أقترح عليك إن وجدت طفلك لديه صعوبة في التكيّف مع حياته مثلما ذكرت في سؤالك، وصعوبة في تجاوز ما حدث، فأنصحك بمراجعة أخصائي نفسي، حيث تتاح له فرصة الحديث عما جرى، وتفريغ ما في نفسه من العواطف والمشاعر الكثيرة، وبشكل آمن، بدل إخراجها بشكل سلوكيات قد تزعجه وتزعج غيره، ويمكن للأخصائي النفسي أن يوفر له العلاج النفسي المطلوب، مما يعينه على التكيّف السليم.

ولا أنصحك كأب لهذا الطفل أن تتحدث معه كثيرا في هذا الأمر، واترك هذا للمعالج، بينما تعامل معه أنت وأسرتك وكأن شيئا لم يحدث، وإلا فستبقى هذه الذكرى المؤلمة دوما مسيطرة على جوّ الأسرة.

وفقكم الله، وحفظك أولادكم من أي سوء، وأعانه وأعانكم على تجاوز ما حدث، ويسّر لكم سبل النجاح والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية دودي

    حسبي الله ونعم الوكيل موقف صعب جدا.. اعانك الله وكل من في مثل هذه المشكله .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً