الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الثقة واضطراب النوم والحزن... وكيفية الخلاص من هذه الأعراض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أنا رواد من لبنان
أعاني من أرق شديد منذ أكثر من 17 عاما؛ وذلك بعد تعرضي للذل والإهانة على يدي عناصر بعض الأجهزة الأمنية، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني من ضعف شديد بالثقة بالنفس، واضطراب شديد بالنوم، والوحدة، والحزن، وزيادة الوزن، والضعف الجنسي، وضعف الرغبة بشكل عام، وقد قرأت منذ حوالي خمس سنوات عن دواء اسمه تريبتيزول 25 ملغ، واشتريته واستعملته حبة واحدة قبل النوم، وتحسن النوم عندي جزئيا، وخف الحزن عندي، ولكن -يا حضرة الدكتور- أنا لا أستطيع التوقف عنه! ليس بسبب الإدمان عليه، ولكن عندما أتوقف عنه لبضعة أيام يعود الأرق والحزن.

للعلم جربت أدوية أخرى مثل زولوفت، وافيكسور، لأكثر من سنة دون جدوى! بل زاد عندي الأرق والاكتئاب.

أما بالنسبة لتريبتيزول فهو ممتاز، ولكن هل هناك خطر على صحتي إذا استمريت عليه مدى الحياة؟

وشكرا لحضراتكم وأعتذر عن الإطالة وأرجو إفادتي بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رواد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية، ونومًا هنيئًا وسعيدًا.

الذي يظهر لي أنه قد حدث لك ما نسميه بـ (عُصاب ما بعد الصدمة) بعد حادث المواجهات التي تحدثت عنها دخلت في نوع من القلق الداخلي الاجتراري، والذي يتسم أيضًا بوجود نوبات من عسر المزاج أو الاكتئاب البسيط، هذه الحالات بالفعل مؤلمة للنفس، وتحدث للإنسان اجترارات وتذكر الحدث في حد ذاته يجعل نوم الإنسان مضطربًا في بعض الأحيان.

إن شاءَ الله تعالى تكون قد تخطيت هذه المرحلة، ودائمًا حسّن صحتك النومية من خلال التفاؤل، ترتيب الوقت، وتجنب النوم في أثناء النهار، والحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت النوم ليلاً، وألا تذهب للفراش إلا تكون قد شعرت بشيء من النعاس، كما أن تجنب شرب المنبهات كالشاي والقهوة ليلاً يعتبر أمرًا ممتازًا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأنا أقول لك أن التربتزول من أفضل الأدوية التي تستعمل لعلاج القلق والاكتئاب وتحسين النوم، وهو بالفعل كان البداية في حقبة السبعينات من القرن الماضي حين ظهر التربتزول في أولها، شكل ثورة كبيرة جدًّا في عالم الطب النفسي.

فيا أخِي الكريم: الحمد لله تعالى الذي أكرمك بفعالية هذا العلاج، والجرعة التي تتناولها بسيطة وصغيرة جدًّا، ومهما طالت مدة العلاج فأنا أقول لك أنه دواء سليم وسليم جدًّا.

هناك بعض التحوطات قطعًا يجب أن نلاحظها، ولا أعتقد أنها تنطبق عليك: إذا حدث ضعف في تيار البول مثلاً هذا ربما يكون ناتجًا من هذا الدواء، هذا نادرًا ما يحدث، والبعض يشتكي من جفاف في الفم لفترات طويلة، هذا عرض قطعًا سوف تتجاوزه إن حدث لك، هذا هو المطلوب أن تراقبه، بمعنى أن تقوم بفحص دوري مرة كل ستة أشهر، تتأكد من مستوى الدم لديك، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، هذا نوع من المقاييس الطبية الرصينة، بمعنى ألا أستعمل دواء لمدة طويلة دون أن أفحص أيًّا كان هذا الدواء، حتى وإن كان البنادول، فإذن الفحص العام كل ستة أشهر سوف يطمئنك كثيرًا.

أما بالنسبة لسلامة الدواء فأؤكد لك أنه سليم وسليم جدًّا، وأنا أعرف من يتناولونه منذ أكثر من عشرين عامًا دون أي مشكلة، ولديَّ مريض يتناوله الآن حوالي اثنين وعشرين عامًا، والجرعة التي يتناولها خمسة وسبعون مليجرامًا يوميًا دون إشكال.

فاطمئن، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً