الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الاكتئاب وتحقير الذات؟

السؤال

أعاني من اكتئاب شديد جدا, مع رهبة وخجل اجتماعي, وحركات غير إرادية في الوجه.

ذهبت لبروفيسورة نفسية, فوصفت لي (هالدول) 3 مل جرام للحركات غير الإرادية, و(بروزاك) 40, و(فافرين) 200, و(سبرالكس) 20, للرهاب والاكتئاب والقلق والتوتر.

حيث إني أعاني من تحقير الذات, وأفكار اضطهادية, وأنني إنسان مكروه, ولا أحد يريدني.

أما بخصوص الوظيفة: فإني كسول جدا, لا أدري هل هذا بسبب الأدوية أم لا؟

وبخصوص الاستفادة من الأدوية: فالحركات غير الإرادية صارت أقل, والاكتئاب أيضا أصبح أقل, لكنه موجود وبشكل قوي جدا, وتحقير الذات, والأفكار الاضطهادية لا زالت موجودة, فما هو رأيكم بوضعي وأدويتي؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أنت قمت بالإجراء الصحيح، وذهبت إلى أحد أساتذة الطب النفسي الكبار، وقام بوصف الأدوية التي ذكرتها لك, قطعًا هذه الأدوية معروفة وأدوية مفيدة، وأدوية فعالة جدًّا, وأنا لا أحب أن أنتقد زملائي أبدًا، لكن ربما تكون الجرعة كبيرة بعض الشيء؛ حيث إن البروزاك والفافرين والسبرالكس تنتمي لمجموعة واحدة من الأدوية، لكن الأخت البروفيسورة لا بد أن يكون لها تبريرا لما قامت به، وعلى العموم الجرعات حتى وإن كانت كبيرة فهي سليمة.

أما الهالدول بالفعل أعطي لك كدواء داعم، بمعنى: أنه يساعدك كثيرًا في إزالة الحركات اللاإرادية، وفي نفس الوقت يعرف عن الهالدول أنه يرفع من مستوى الأدوية الأخرى في الدم، يعني: أنه يزيد فعالية البروزاك وفعالية الفافرين وكذلك السبرالكس، وهذا قطعًا سوف يكون له عائد إيجابي على حياتك.

أيها الفاضل الكريم: أنت من ناحية الأدوية مغطى تغطية كاملة، بقي بعد ذلك أن تجاهد نفسك سلوكيًا ومعرفيًا، حقّر هذا الفكر الذي يشعرك بالاضطهاد، حقّر أي فكر سلبي يأتيك، لا تقبل هذه الأفكار، هي تتساقط عليك وفي بعض الأحيان يستسلم لها الإنسان، لا، ارفضها، حقّرها، اضطهدها أنت، وقل لنفسك: (أنا الحمد لله تعالى شاب، أنا الحمد لله تعالى بخير، أنا مسلم، أنا عزيز، أنا مكرَّم، أنا لديَّ أسرة، ولديَّ الكثير الذي يمكن أن أقوم به في هذه الحياة) لا بد أن ترسل هذه الرسائل التدعيمية لنفسك، لا يمكن أن نستسلم للفكر السلبي، هذا ليس صحيحًا.

أمر آخر: لا بد أن تبني علاقات اجتماعية جيدة مع أصدقاء محترمين طيبين، من الصالحين, مارس الرياضة الجماعية أيضًا مع زملائك, وحتى تشعر بقيمة نفسية عظيمة لماذا لا تنخرط في بعض الأعمال الاجتماعية أو الدعوية أو الثقافية؟ هذه تشعر الإنسان بقوة النفس وعزتها وكينونتها ووجودها.

بر الوالدين عظيم وعظيم جدًّا، ويعود على الإنسان بنفع كبير.

فإذن هنالك -الحمد لله تعالى– مثبتات ممتازة، وكلها سلوكية، إذا أخذت بها سوف ترتاح كثيرًا.

أيضًا -أيها الفاضل الكريم– هنالك كتب جيدة أريدك أن تتطلع عليها، كتاب الدكتور بشير الرشيدي والذي يسمى (التعامل مع الذات) سوف تجد فيه خيرًا كبيرًا، وكتاب (التغيير من الداخل) للدكتور أيمن أسعد عبدو من الكتب التي أُوصي بها دائمًا؛ لأنه بالفعل ذو فائدة كبيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا messaoud

    سلام عليكم اخي لقد اكلت اطنان من الادوية بدون فائدة بالعكس مع الوقت لم تعود تؤترفيا و اترت على قدرتي الجنسية و ولكن الحمد لله لقد نور طرقي وجربت كبسولات الدميانة الطبيعية زال عني القدف السريع و تخلصت من الرهاب الاجتماعي و القلق و الوسواس ينصح بحبتين في اليوم ولكن واحدة كافية بشرط ليس لديك مرض السكر

  • مصر الاسيرة

    عفوا لا استطيع التعليق الان فحالتي النفسية لا تسمح الان مع الوعد بالمساعدة في اقرب فرصة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً