الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يشاهد صوراً إباحية, ماذا أفعل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة من خمس سنوات، أنجبت طفلين - ولله الحمد -.

زوجي رجل فاضل، ملتزم دينياً من ناحية الصلاة والصيام وبر الوالدين، وحسن المعاشرة والمعاملة معي.

بداية زواجي صارحني زوجي أنه كان يشاهد صوراً إباحية قبل الزواج، ومنذ أن عرفت ذلك، وأنا أحاول أن أتبعل له حسن التبعل، وأفعل كل ما يطلب مني بحدود الشرع لأشبع رغباته كلها، حتى لا يعود لذلك الفعل.

من قريب شاهدته يشاهد تلك الصور الفاحشة، واعترف بذنبه وأقره، وصارحني أنه يحاول جاهداً أن يبتعد عن هذا الشيء، ولكنه مرض نفسي وليس قصور بي، وأنه من باب الفضول ينظر إلى تلك الصور.

أراه جاداً في محاولته، ولكن نفسه الأمارة بالسوء تغلبه في بعض الأحيان، لذا غفرت له زلته، وبعد شهرين أو أقل اكتشفت أنه عاد لفعلته.

أصبحت أحمل في قلبي شيئا من الكره اتجاهه، وبالتالي أصبحت نفسيتي تعيسة، مما جعلني أقصر في حقوقه، وصارت الوساوس تهاجمني في كل وقت.

سؤالي: بماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ om zyad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك إنصافك لزوجك وإقرارك بالفضائل التي فيه، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك، وكمال في أخلاقك، ونحن على ثقة من أن هذه الصفات الجميلة التي تتمتعين بها ستجرك - بإذن الله تعالى – إلى اتخاذ القرار الصائب في كل موقف من مواقفك التي تمرين بها مع زوجك.

ومن هذا حسن استشارتك وطلبك للمساعدة والنصح، ونحن ننصحك بأن تستمري على ما أنت عليه من حسن التبعل لزوجك، ومحاولة إشباع رغباته، فإن هذا الطريق سيُثمر - بإذن الله تعالى – مع الدعاء له، لا سيما بظهر الغيب في الأوقات التي يعظم فيها رجاء الإجابة، فإن ذلك ينفع - بإذن الله تعالى - .

ما يُذهب حزنك – أيتهَا البنت العزيزة – أن تأخذي كلام زوجك مأخذ التصديق، وألا تشكي في صدقه، فإن الأصل في المسلم السلامة والابتعاد عن الكذب، ومن ثم فإن ما يدعوه إلى مشاهدة هذه الصور ليس النقص فيك، وربما كانت هذه الصور التي ينظر إليها أقل جاذبية وأقل جمالاً منك، ولو لم يكن في الخلقة الظاهرة، فإن ما في نفسه من الإقرار والاعتراف بعفّتك ونظافتك يدعوه إلى تبجيلك وتوقيرك أكثر مما يرى من الصور، وإن كانت بالغة في الحسن ما بلغت.

ومن ثم فلا ينبغي أبدًا أن يحاول الشيطان تسريب الحزن إلى قلبك من خلال إيهامك بوجود عيب فيك أو نقص، فأنت أكمل ممن يرى زوجك من الصور على كل احتمال وبكل تقدير، وهذا هو الشعور الذي يجده زوجك في قلبه حقيقة وليس مجرد مجاملة لك أو مدحًا، فينبغي أن تأخذي هذا مأخذ التصديق، وأن تكوني عونًا وسندًا لزوجك في محاولة التخلص من هذه الصور، ومن ذلك الأخذ بالأسباب التي تقوي إيمانه، وتردعه عن فعل المعصية.

ومن أمثل وأحسن ما يعينه على ذلك: إسماعه المواعظ التي تذكره بالله - تعالى - ومراقبته له واطلاعه عليه، فإن سماعه لمثل هذه المواعظ يوقظ قلبه ويطرد عنه الغفلة.

ومن ذلك أيضًا إسماعه المواعظ التي تذكره باليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء على الأعمال، ومن الأساليب أيضًا: إعانته على اتخاذ الرفقة الصالحة، فحاولي أن تربطي علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال صالحون، وحثه على حضور جماعة المساجد وحضور دروس العلم والوعظ في المسجد، فإن هذه الأعمال كلها تزيد إيمانه، وستجدين تغيرًا - بإذن اللهِ تعالى -.

نسأل الله - تعالى - أن يجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً