الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي مع مرض جرثومة المعدة والقولون العصبي.

السؤال

السلام علكيم

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، ومتزوج -لله الحمد- ولقد تغيرت حياتي منذ سنتين حيث انقلبت واختلفت جدا؛ حيث إني كنت نشيطا في العمل، ومتحدي للصعاب، وأحب السفر.

أصابني مرض وهو: جرثومة المعدة، والقولون العصبي، ومن هنا بدأت القصة؛ حيث إنني أصبحت أخاف من السفر، ويرتابني القلق والتفكير والتوتر، وأخاف الارتفاعات وركوب الطائرات.

علما بأن هذه الأشياء لم يكن لها وجود في حياتي، وفصلت من العمل لكثرة الغياب، ولكثرة تأثير هذ الشيء، ولكن أستطيع أن أقول: إنني متحدي لهذا الشيء، فأسافر وأنا مجبر نفسي على ذلك، ولكن القلق يرتابني، وأضغط على نفسي بكثرة متجاهلا الأمور، ولكن عندما أغفل أتذكرها.

أمارس الرياضة، ومحافظ -الحمد لله- على الصلاة، ولكن أريد أن أرجع لطبيعتي التي كنت عليها، فلقد أثرت هذه الأشياء على حالتي النفسية، وما أخاف منه كثيراً هو الأدوية التي يعتاد عليها الشخص، فيصبح في دائرة لا نهاية لها.

أتمنى أن تفيدوني، ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمراض السيكوسوماتية - أو ما يعرف بالنفسوجسدية – أصبحت كثيرة جدًّا، وأكثر أجهزة الجسم تأثرًا هو الجهاز الهضمي.

جرثومة المعدة هذه يعاني منها تسعون بالمائة من الناس، وهي أمر نستطيع أن نقول: إنه طبيعي، وعلاجها سهل، أدوية لمدة ثلاثة أسابيع يتناولها الإنسان بانتظام وانتهى الأمر، لكن فعلاً قد تترك آثارًا مثل: عسر الهضم، والشعور بالتقلصات هنا وهناك، وتظهر أعراض القولون العصبي، والذي هو في حد ذاته يجعل الإنسان قلقًا ومتوتراً، ويفقده النشاط الذهني والجسدي.

لذا نقول: إن علاج هذه الحالات في المقام الأول يكون نفسيًا، وحين نقول نفسيًا يجب أن يتذكر الإنسان أن الحالة ليست خطيرة حتى وإن كانت مزعجة.

لابد أن تفصل ما بين مشاعرك السلبية وكذلك أفكارك وأفعالك، وتصر أن تجعل أفعالك إيجابية من خلال تنفيذ واجبات الحياة، لا تراخي، لا تأجيل، لا تكاسل، ما عليك يجب أن تؤديه من أفعال وأعمال ودراسة وصلوات وتواصل اجتماعي وترفيه عن النفس، تكون حازمًا جدًّا مع نفسك.

الاستمرارية على هذا النهج لمدة أسبوعين أو ثلاثة تبدل المشاعر لتُصبح إيجابية؛ لأن الإنسان من طبعه يكافئ نفسه من خلال إنجازه، وليس من خلال أفكاره.

هذه المعادلة معادلة نفسية سيكولوجية مهمة جدًّا، من يستوعبها ويطبقها يعيش حياة طيبة، ويستطيع أن يتفهم مشاعره بصورة أفضل، مما يجعله مثابرًا.

الأدوية ليس منها خطورة، هنالك أدوية بسيطة جدًّا تعالج هذه الحالات ولفترة محدودة، أي دواء مضاد للمخاوف مثل: (زيروكسات) هذا اسمه، ويعرف تجاريًا باسم (باروكستين) سيكون جيدًا، يُضاف إليه عقار (دوجماتيل) ويسمى علميًا (سلبرايد) لفترة بسيطة، الدوجماتيل شهرين أو ثلاثة، والزيروكسات لا تزيد مدته عن ستة أشهر.

تبدأ بالزيروكسات بنصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة ليلاً بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للدوجماتيل: فالجرعة هي كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

أما أعراض التوتر والمخاوف من الارتفاعات وركوب الطائرات: فهي جزء وليد من عملية القلق الذي تعاني منه، وقطعًا ما ذكرناه لك من سبل علاجية سوف يساعدك كثيرًا في اختفائها، فعليك أن تواجه، وألا تتجاهل، وألا تهرب لا ذهنيًا ولا فعليًا من مصادر خوفك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • كندا ه.ا .ش

    والله الكلام ساهل والعمل صعب ... انا اعاني من نفس المشكله بالضبط ... جربت كل كورسات الجرثومه .. الاول والثاني والثالث ...ولا زالت الاعراض ...

  • فلسطين المحتلة محمد

    انا اخدت لجرثومه العلاج الثلاثي ورتحت عليه كتير والحمد لله راح الوجع كلوا

  • رومانيا Reyody

    سبحان الله نفس مرضي .. نصيحة روح لطبيب نفسي بصورة عاجله .. انا تشافيت بعد ما استخدمت علاجات القلق والاكتئاب .. اما بالنسبة للقولون العصبي واعراض الجرثومة استخدم العلاج الثلاثي .. وبعد كذا واظب على صلاه وممارسة الرياضه وراح تشوف العافية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً