الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والخوف من المجمعات التجارية.. كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 24 سنة، متزوج منذ ثلاثة أشهر، أعاني من القلق والخوف من المجمعات التجارية والاجتماعات، أحس بدقات قلبي تزيد، وبرودة في اليدين واحمرار بالوجه، وسجلت في حلقة التحفيظ، وكنت أسمع عند الشيخ، ويدي ينزل منها العرق بغزارة وكذلك الوجه، لدرجة أن الشيخ يبتعد ويصد عني، ومع كل الذي يحدث استمريت في الحلقة، فما العلاج؟

علما أني استخدمت الفافارين 4 أشهر وتركته، ارتحت معه لكنه لم يفدني، ربما لأني استخدمته بشكل خاطئ.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مطلق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال.

من الواضح أن عندك أعراضا شديدة نوعا ما للقلق ورهاب الأماكن الكبيرة أو المزدحمة أو التجارية، وهو أيضا جزء من الرهاب الاجتماعي حيث ترتبك وتتعرق بشدة عندما تكون تتحدث في حلقة، أو مجموعة صغيرة، وكما يحصل معك في حلقة القرآن والحديث مع الشيخ.

طبعا العلاج الدوائي مفيد جدا في مثل هذه الحالات، وقد تناولتَ دواء (فافارين Faverin) لأربعة أشهر، وهي فترة مناسبة لمعرفة مدى تأثيره، إلا أنك لم تخبرنا عن حجم الجرعة، وهي عادة تبدأ الوصفة بعيار 50 مليجرام مساء ومرة واحدة في اليوم، ولكن يمكن أن نرفعه بعد عدة أيام إلى 100 مليجرام، وهكذا كل مرة نزيد 50 مليجرام حتى يصل إلى العيار الأكبر وهو 300 مليجرام، وكل هذا آخذين بعين الاعتبار بين طبيعة الاستجابة، وطبيعة الأعراض الجانبية.

فأرجو أن تنظر في الجرعة التي تناولتها، فإذا كانت صغيرة وفق ما ذكرته لك، فيمكنك أن تعود إليه من جديد، ولكن ترفع الجرعة وبالتدريج ولنقل حتى تصل إلى 150 مليجرام، أو 200، وإذا لم تشعر بالتحسن الواضح، فأنصحك عندها أن تراجع الطبيب النفسي ليشرف على العلاج.

وبالإضافة للعلاج الدوائي فإني أنصح عادة بالعلاج السلوكي، وخاصة الإقدام، وعدم تجنب المواطن التي تشعر فيها بهذا الرهاب أو الارتباك؛ لأن هذا التجنب يمكّن لأعراض الرهاب ويجعله عنيدا على العلاج.

وفقك الله، وعافاك ويسّر لك أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً