الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من تدخلي في كل شيء والشعور بالذنب سريعا إذا أخطأت

السؤال

السلام عليكم

أنا عادتي أتدخل بكل شيء، فهذا يزعج من حولي، أحس بضعف وأحزن، فدائماً يقولون أنت تتطفلين بكل شيء، وأنا لم أقصد، أرجوكم ساعدوني فأنا أثق بكم، ومشكلتي في الفترة الأخيرة إذا أخطأت بشيء أحس بالذنب، مثلاً أخطأت بحق أختي، يأتيني تأنيب ضمير بسرعة، وأتضايق وأعتذر، أو إذا إخوتي أضحكوني في الصلاة، أشعر بالذنب ويأتيني ضيق فظيع، مع أني سابقاً لست هكذا.

سؤالي: هل هذا طبيعي؟ ولماذا لم أشعر به سابقاً؟

جزاكم الجنة على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

موضوع التدخل في كل شيء خاصة ما يتعلق بخصوصيات الآخرين، قد يؤدي إلى ردة فعل غير مقبولة من الآخرين، لأنهم يتضايقون من ذلك، -والحمد لله- أنك عرفت أن هذا السلوك غير مرغوب فيه، مع أنك تفعلين ذلك بحسن نية وربما يكون بطريقة غير إرادية، والمهم هو محاولة التخلص من هذا السلوك حتى لا يسبب لك حرج مع الآخرين، أو يؤثر على علاقتك بهم، وربما يرجع ذلك إلى زيادة في الاندفاعية، ولو علمنا بعض المعلومات مثل العمر، وهل تعانين من النشاط والحركة الزائدة؟ وهل لديك مشكلة في التركيز والانتباه؟ وإذا كنت طالبة، هل لديك مشكلة في الدراسة؟ الإجابة على هذه الأسئلة ربما تساعد في وضوح المشكلة، وعلى كل إذا كانت الإجابة بنعم، فننصحك بزيارة العيادة النفسية لمزيد من التقييم والتشخيص.

ونرشدك بالتدريب على هذه الكلمات الثلاث (قفي– فكري- افعلي)، أي قبل التدخل في أي موضوع أوقفي الكلام، ثم فكري في ماذا تريدين أن تقولي؟ وهل هذا فضول أم استفسار منه فائدة؟ أم كلام قد يجلب لك المضرة؟ فإذا رأيت فيه مصلحة استأذنني وتكلمي، وإذا كان غير ذلك، الزمي الصمت فهو خير لك.

أما موضوع الشعور بالذنب، فإذا زاد عن الحد المعقول يكون غير طبيعي، وأيضاً إذا لم يكن هناك شعور بالذنب فالأمر غير طبيعي، فالشعور بالذنب من فوائده أنه يجعل الإنسان يحاسب نفسه، ولا يتمادى في الخطأ، أما إذا كان زائداً فربما يصل بالإنسان لمرحلة اليأس، وينعكس ذلك سلباً على صحته النفسية، فالاعتذار والاعتراف بالخطأ وطلب العفو من الخصال المحمودة التي تساعد في رتق العلاقات بين الناس.

أعزك الله وقواك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً