الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني لكي أتخلص من عصبيتي الجنونية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 23 سنة، هادئة الطبع، أعيش مع أمي التي انفصلت عن أبي –ولا علاقة بيني وبين أبي-، وحالياً أنا مقبلة على الزواج –إن شاء الله-.

مشكلتي أنني عندما أغضب، أفقد أعصابي تماماً، وأصل لمرحلة الجنون في التصرف، حيث أكسر كل شيء يصادفني، ويرتفع صوتي بالصراخ، وأشد شعري، وأحاول تمزيق ملابسي، وأتحرك بعصبية.

بلعت حبوباً ولم تكن في نيتي الانتحار، كذلك قطعت شرايين يدي، ومرة تركت البيت ليلاً، ثم تراجعت عن فعلي، كلها أمور تدل على أنني مدركة لما أفعله.

أشعر بأنني لا أستطيع الحصول على حقي، وأنني غير محبوبة، ودائماً أتوقع الأسوأ في الحياة، وردود أفعالي العصبية تكون في البيت فقط.

سؤالي: هل هناك دواء أو علاج لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريتاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: لا أريدك أن تعتبري نفسك مريضة، أو معلولة، أو لديك علة نفسية حقيقية، لكن الظاهرة التي تحدثت عنها مهمة، وهي ظاهرة: سرعة الاستثارة، والغضب، والانفعال السلبي، ومحاولات الانتحار التي هي ليست بقصد الموت، ولكن بقصد الضغط على الآخرين، ومحاولة ابتزازهم، واختطافهم عاطفيًا، والتأثير عليهم، وشد انتباههم.

أرجو أن تسامحيني في كلماتي، إذا كان فيها شيء من عدم القبول بالنسبة لك، لكنها هي الحقائق العلمية، التي وددت أن تعرفيها -أيتها الابنة الفاضلة-؛ لأن هذا هو الطريق الذي سوف يفيدك، أن تعرفي ما بك.

ما هو الحل؟ الحل هو:

أولاً: أن تجلسي مع نفسك وتقيمي نفسك (لماذا هذا الغضب؟ لماذا هذه الاستثارة؟ لماذا هذه الانفعالات السلبية؟) ويجب أن تضعي صورة في ذهنك؛ أن مثل هذه السلوكيات تشوه صورتك جدًّا أمام الناس، هذا يعتبر من المفاتيح الأساسية للتغير، أن تعرفي حجم المشكلة.

ثانيًا: أن تعبري عن ذاتك، لا تحتقني، لا تؤجلي الأمور، كوني واثقة من نفسك، عبّري في حدود الذوق والأدب، خاصة الانفعالات السلبية، تذكري أنك إن فعلتِ، أو غضبتِ في وجوه الآخرين، هذا غير مقبول، وبالمثل إذا غضب أحد في وجهك، هذا ليس مقبولاً، وما لا تقبلينه لنفسك، يجب ألا تقبليه للآخرين.

ثالثًا: عليك بتمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها.

رابعًا: يجب أن تقرئي باب إدارة الغضب في كتاب (الأذكار)، وكيفية التعامل مع الغضب، هنالك إرشادات نبوية عظيمة، من يأخذ بها يستفيد كثيرًا.

خامسًا: استفيدي من وقتك بصورة جيدة، كوني فعّالة؛ لأن الفعالية تعطيك الشعور بالمكافأة الداخلية، وحين يتكافئ الإنسان داخليًا بصورة إيجابية، يتحسن كثيرًا.

سادسًا: بر الوالدين فيه خير كثير لك، يجعل نفسك نفسًا مطمئنة، وأعتقد أن الانفعالات السلبية أمام والدتك لابتزازها عاطفيًا، هذا ليس بالأمر الجيد.

لا أعتقد أنك في حاجة كثيرة لعلاج دوائي، كل الذي تحتاجينه أحد مضادات القلق والتوتر، وأعتقد أن عقار (فلوناكسول)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، سيكون جيدًا، تناوليه بجرعة حبة واحدة –نصف مليجرام–، ولمدة أسبوع، ثم بعد ذلك، اجعليها حبة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم حبة صباحًا لمدة أسبوع، ثم توقفي عن تناوله.

هذا الدواء دواء جيد، وفاعل، ولا يسبب السمنة أو الإدمان، وهو بسيط جدًّا.

هنالك بدائل أخرى كثيرة، مثل: عقار (تفرانيل)، والذي يعرف علميًا باسم (إمبرامين)، هو أحد مضادات الاكتئاب، وهو رخيص الثمن جدًّا، ولا يسبب الإدمان، وجرعته (25) مليجرامًا، تتناوليها يومياً، لمدة شهر ونصف -مثلاً-، ثم (25) مليجرامًا يوماً بعد يوم، لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناوله.

أنت لست في حاجة إلى (الفلوناكسول)، و(التفرانيل)، وإنما أنت في حاجة بأن تأخذي ما ذكرته لك من إرشادات، وتناول أحد الدوائين المذكورين، ومن ناحيتي أقول لك: يجب أن يكون الزواج تغييراً حقيقياً في نمط حياتك، الزواج ميثاق غليظ، الزواج مسؤولية، الزواج محبة، الزواج سكينة، ولا بد أن تكوني زوجة صالحة، وأُمًّا رؤُومًا -إن شاء الله تعالى-.

وانظري حكم الانتحار أو الشروع فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً