الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس أثرت على نفسيتي وسلوكي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عندي مشكلة منذ رمضان الماضي، أنا أعاني من الوساوس القهرية والأفكار السلبية، أول شيء وسواس قهري في أمور العقيدة، -والحمد الله- تجاوزت الأمر بفضل الله ثم موقع إسلام ويب والأسئلة الكثيرة.

بعد وسواس العقيدة جاءني وسواس آخر، وسواس مرتبط بوسواس كأني دخلت دائرة ولم أستطع الخروج منها، وأحس أني فقدت إيماني، والله رجعت أفكر في أمور أستحي حتى أن أكتبها، وهناك الكثير من الأمور -الحمد لله- أنا سليم، والمشكلة الآن أن الوساوس أثرت عليّ في سلوكي، كنت دائما أضحك في البيت، أصبحت لا أضحك، وصرت أخاف أن يأتيني وسواس ويؤثر عليّ.

أرجوكم ساعدوني، أرجو التوضيح، وكذلك الدعاء في ظهر الغيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ a1do حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك أن الوساوس مؤلمة جدا لنفس الإنسان المسلم، ولكنها دليل على صدق إيمان الناس، وصاحب الوساوس عليه أن يكثر من الاستغفار، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وفي ذات الوقت يتجاهل هذه الوساوس تجاهلاً تامًا، ولا يناقشها، ولا يحاول تحليلها، بل لا يحاول إخضاعها لأي منطق، حتى ولو كان منطقًا منافيًا ومضادًا لها، كل الذي يُقال ويفكَّر فيه هو أن الوسواس هو وسواس وهو سخيف وحقير، ويجب أن يُحقَّر.

ومن طبيعة الوساوس لدى ستين بالمائة من الناس أن يتغير موضوعها ومحتواها، بمعنى أن محتويات الوساوس قد تكون حول فكرة أو فعل معيّن، ومن ثم تختفي نوعية هذا الوسواس وتظهر نوعية أخرى، ونشاهد هذا التطور والتبدُّل في نوعية الوسواس عند الأشخاص الذي يُكثرون من تحليل وساوسهم ونقاشها، لذا أرجع وأقول أن القاعدة الأصلية الأصولية في علوم السلوك هي أن نحقّر الوسواس، وأن لا نناقشه.

فما يحدث لك - أيها الفاضل الكريم - هو جزء مما نسميه بالتاريخ الطبيعي للوسواس القهرية.

النقطة المهمة والتي تهمك على وجه الخصوص، هو أن الوسواس يؤدي إلى اكتئاب نفسي أيضًا في حاولي ستين بالمائة من الناس، وهذه نسبة عالية جدًّا، لكن -بفضل الله تعالى- وجد أن الأدوية خاصة الأدوية المضادة للاكتئاب -وهي في نفس الوقت مضادة للوساوس- تزيل هذه الأعراض تمامًا.

فإن تمكنت أن تذهب إلى الطبيب النفسي فهذا جيد، وإن لم تتمكن، فيجب أن تتناول أحد مضادات الوسواس من محسنات المزاج، ومن الأدوية السليمة والفاعلة جدًّا - خاصة للأشخاص الذين عمرهم أكثر من سبعة عشر عامًا - دواء يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac)، واسمه العلمي (فلوكسيتين Fluoxetine)، وربما يوجد في الجزائر تحت مسمى تجاري آخر، فيمكنك الحصول عليه وتبدأ في تناوله إذا انطبق عليك شرط العمر.

الجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم - أي عشرين مليجرامًا - تتناولها بعد الأكل، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وهنالك أدوية أخرى كثيرة، لكن هذا الدواء الـ (بروزاك) قليل الآثار الجانبية ويجدد الفعالية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً