الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع مواجهة المعتدين والمسيئين لي، فكيف أتصرف؟

السؤال

انا موظف في شركة, والحمد لله ناجح في عملي, ومتزوج, ولكن مشكلتي في عدم مقدرتي على مواجهة (البلطجية) وقليلي الأدب, وهذه المشكلة معي منذ الصغر, فدائما أهرب من معارك الشوارع, ولكن بعد أن كبرت أصبح هذا الموضوع محرجا لي جدا.

أرجو أن تفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية, ونسأل الله تعالى أن يقويك على ما تخاف منه.

المشكلة التي تعاني منها ربما ترجع إلى تكوين الصورة السلبية عن ذاتك منذ الطفولة, وأصبحت ملازمة لك مع اختفاء الأسباب.

أولاً: نريدك أن تثق في الله عزّ وجلّ فهو القوي المتين, وهو القهار والغفار بيده ملكوت كل شيء, فالتوكل عليه يزيدك قوة والخوف منه يجعل مخلوقاته تخاف منك, فأكثر من قول حسبي الله ونعم الوكيل, فهي أمان الخائفين.

ثانياً: لا بد من التحرر من الأفكار السلبية غير الواقعية عن نفسك, واستبدالها بالأفكار الإيجابية, والتقدير المرتفع للذات، فأنت بحمد لله صرت رجلاً عاقلاً, لديك العديد من الجوانب الإيجابية في شخصيتك, وأنت أفضل من كثير ممن حولك, فالقوة ليست قوة البدن وحده, بل قوة العقل والتعامل بالحكمة هي القوى الحقيقية, ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.

ثالثاً: لا بد أن تتذكر أنك لا تعيش في عصر الغابة الذي يسود فيه قانون (القوي يأكل الضعيف) وإنما تعيش في مجتمع مدني فيه قوانين تنظمه, وقيم ومعتقدات تضبطه, فمن شذّ عن ذلك لا بد أن يحاسب ويزجر ويعاقب على أفعاله المخالفة.

رابعا: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك, ولا تنزل إلى مستوى السفهاء, وابتعد عن مخالطة أصدقاء السوء, بل كن دائماً في صحبة النبلاء والصالحين يرتفع شأنك, وتكتسب المهابة والرفعة.

خامساً: اقرأ سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم, وتمعن مواقفه الشجاعة وتصرفاته الحكيمة, وكذلك سيرة الخلفاء من بعده, واقتدِ بأخلاقهم؛ تهون عليك مشكلتك, وتتغير شخصيتك إلى الأفضل إن شاء الله.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن الحامد لله

    جزاكم الله خير عن طرح المواظيع المفيده

  • السعودية اسماعيل - مصر

    بارك الله فى مجهودكم. انا ارى ايضا انك تحاول ان تمارس رياضة من رياضات الدفاع عن النفس ستفيدك كثيرا بإذن الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً