الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكاري ووساوسي لا تفارقني وتزعجني.. كيف أتفاداها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع.

أنا شاب عمري 23 سنة، عندما أقوم بالتفكير بموضوع معين، أو فكرة ولفترة طويلة أشعر بالانزعاج، وتصبح الفكرة ثقيلة علي، ولا أستطيع التخلص منها إلا بعد إشغال نفسي بأمر ثان، أو بعد فترة من الزمن، فمثلاً التفكير الزائد وفكرة التوتر والقلق فمثلا بعد مناقشة فكرة فلسفية ما عن الكون والوجود أشعر بأنني متوتر، وأقول لنفسي إنني متوتر، ويجب أن أقف، مجرد الوقوع بهذا الموقف وشعوري بأني متوتر مزعج بالنسبة لي.

مع العلم أني لا أعرف إذا كنت متوتر أم لا؟ هل من طريقة عملية تخلصني من الأفكار المزعجة أو تفادي التفكير الزائد؟ وعند الوقوع بأي فكرة كيف أتخلص منها؟

أرجو أن أكون قد وفقت في الشرح، وجزاكم الله خيرا.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال، بالرغم من عدم وضوحه الكبير.

من الطبيعي أن الإنسان عندما يفكر في موضوع ما أن ينشغل باله في هذا الموضوع طالما أنه يريد التفكير فيه، وإلا فلماذا قرر التفكير في هذا الموضوع، ولماذا لا يفكر بموضوع آخر، إلا إذا وصل الأمر لحالة من التفكير القهري، والذي قد نسميه الوسواس القهري، عندما يفرض موضوع ما نفسه على ذهن الشخص، فلا يستطيع دفعه عن نفسه، ويبدأ هذا الموضوع يقتحم على الشخص عقله وتفكيره، وبحيث لا يستطيع دفعه عن نفسه أو إيقافه في ذهنه.

وقد تتنوع هذه المواضيع القهرية بين الأفكار الفلسفية عن الموت والوجود، وما أن ينتهي موضوع حتى يبدأ معه موضوع آخر، وهكذا.

فهكذا يبدو أن ما وصفت هي حالة من التفكير القهري هذا، وخاصة أنك قد كتبت سؤالا من قبل عن الوسواس ووقت الفراغ.

وربما من أفضل العلاجات لمثل هذا الوسواس القهري هو العلاج السلوكي وهو ببساطة يقوم على تحديد عدد الأسئلة فتقول في نفسك أنك لن تعيد السؤال إلا مرتين مثلا، وسواء فهمت الجواب أو لا، فليس هناك من فرصة للإعادة، أو أن تحدد وقتا محددا للتفكير في موضوع معين، وعندما ينتهي هذا الوقت المحدد تنتهي هذ الفرصة للتفكير في هذا الموضوع، وانصرف لعمل آخر، وخاصة الأعمال غير الفكرية كالأعمال العضلية من رياضة وغيرها من الواجبات المطلوب منك القيام بها.

وإذا شعرت بأن الحالة قد اشتدت، ولم تتحسّن، وبدأ الموضوع يوترك كثيرا ويزعجك، فيمكنك مراجعة طبيب نفسي يمكن أن يحدد التشخيص بدقة، ومن ثم يصف لك العلاج المناسب، سواء أكان العلاج النفسي بالكلام، أو العلاج الدوائي الخاص بالأفكار الوسواسية القهرية، وإن كنت أشعر بأنك قد لا تحتاج للطبيب النفسي، وإنما حاول أن تملئ فراغك بالأعمال والأنشطة والهوايات المفيدة.

ولعلك تستفيد من قراءة بعض الأسئلة والأجوبة عن موضوع الوسواس القهري وهي كثيرة على هذا الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً