الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أهلي خطبة من تعلقتُ به!!

السؤال

السلام عليكم

أنا ملتزمة -والفضل لله-، وأحفظ القرآن حاليا، ولا أتفرج على أي من المحرمات، وأبتعد عن المعاصي دائما، ومتحجبة بالحجاب الشرعي -والحمد لله-، ولكني مرتبطة بشخص، وهو شخص سوي، ولا يوجد بيني وبينه أي محرمات ولا مقابلات، ولكن لم أستطع أن أتركه مهما حاولت، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأحاول أن أقربه إلى الله يوما بعد يوم، لكنه عصبي وكل يوم معه في مشاكل، ماذا أفعل معه؟ وكيف أتعامل معه؟ وكيف أجعله يترك الأفكار هذه ويصبح سعيدا وهادئا؟

تقدم لخطبتي قبل شهرين، ولكن أهلي رفضوا من غير سبب واضح ودون أن يخبرونني، وأمي جرحت أمه بالكلام، وليست لنا صلة قرابة ببعض، فبماذا تنصحونني؟ وماذا أفعل مع أهلي؟ فإني والله أحبه في الله، ومستحيل أن أناقش أهلي في موضوع مثل هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ promises حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، وهنيئًا لك بقراءة القرآن وحفظه، والارتباط بالله تبارك وتعالى، ونتمنى أن تعمّري قلبك بحب الله لا بحب غيره، وأن تنطلقي في كل محابك من قواعد هذا الشرع الحنيف، فإن حب الله تبارك وتعالى في اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- واتباع هذا الشرع واتباع ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بل اتباع ما أمر به الله، فإن المحب لمن يُحب مُطيع.

هذا الحب لله هو القاعدة التي تنطلقين منها، فليس لك أن تحبي رجلاً إلا بعلاقة شرعية معلنة واضحة، ولا نرى التمادي في هذه العلاقة، بل نرى التوقف، ومطالبته بأن يُكرر المحاولات تلو المحاولات، وأن يتوجه إلى رب الأرض والسموات، وأن يستعين بالله ولا يعجز، وأن يصطحب معه أصحاب الوجهات، وأن يحاول ويحاول، لأنه هو الطرف الذي ينبغي أن يطلب، والإسلام أراد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.

فإن كان عنده استعداد بهذه التضحيات وهذه المحاولات فبها ونعمتْ، وإلا فإننا ندعوك إلى صرف النظر عن هذه المسألة، والتوجه إلى الله تبارك وتعالى مصرِّف القلوب، وإذا كان في خالاتك وعمّاتك من يستطيع أن يتفهم هذا الأمر، ويتكلم بلسانك، ويشرح لهم رغبتك في الارتباط، دون أن يُشير، ودون أن تُشيري من قريب ولا من بعيد بحصول علاقة من أي نوع كان، لأن هذا إذا حصل سيكون له آثارًا سيئة، فهذا شيء حسن، ونحن نتمنى دائمًا طي هذه الصفحة والعلاقة التي تمددت في الخفاء والتوبة منها، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

واعلمي أن انقطاعك عنه هو اختبار لصدقه، واختبار لحبه، فأنت تحبينه، لكن نريد أن نعرف لأي مدىً هو مُصر؟ وإلى أي مدىً هو متمسك بك؟ وإلى أي مدى يمكن أن يكرر المحاولات وتتجاوز أمه عمَّا حصل لها؟ لأن هذه أمور نحن لابد أن نقف عندها، فإذا فشل في إدارة أسرته وفي تكرار المحاولات، فنحن أيضًا لا ننصح أن تضحي بهذه الطريقة، خاصة وأنت تقولين (هو عصبي) إذًا هناك تحفظات سابقة، وهناك عداوة قد تكون من أمه، والدليل على رغبته بك أنه سيأتي ويكرر المحاولات.

ولذلك نحن نتمنى أن تصل إليه هذه الرسائل الواضحة، وندعوك قبلها إلى التوقف تمامًا عن التواصل معه، لأنه من الخطورة عليك أن تستمري في علاقة لا تعرفين نهايتها، والإسلام لا يعترف بعلاقة في الخفاء، لا يعترف بعلاقة لا تنتهي بالزواج، ولا يعترف بعلاقة لا يكون فيها رضًا من الطرفين، ولذلك ينبغي أن تراعي هذه القواعد والضوابط الشرعية، فهذه العلاقات ينبغي أن تُبنى على أسس صحيحة، والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد والهداية، وأن يزيدك حرصًا، ونحذر من الاستمرار بهذه الطريقة في هذه العلاقة، لأن هذا له آثار خطيرة عليك، سواء نجح في أن يكون زوجًا لك أو لم ينجح، يعني في كل الأحوال هناك إشكال، لأنه ما من معصية إلا لها آثار ونتائج خطيرة، وقبل ذلك هي لا تُرضي الله سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يجنبنا وإياكم المصائب والفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً