الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصبيتي زائدة حتى مع أهلي، أين تكمن المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عسكري، عمري 23 سنة، أعاني من العصبية الزائدة، لا أحب أحدا أن يناقشني، حتى والدي، ولا أحب أن أسمع رأي أحد فيما يخصني، ومع ذلك أحاول أن أكون صداقات وبشدة، لكن في الغالب أكوّن صداقات بمقابل، يعني يجب علي دائما أن أدفع كل شيء إذا خرجت مع أصدقائي، أو أدعوهم لمنزلي، وأنا أيضا لا أحب أبداً الجلوس في البيت، ولا أحب أن أجلس مع أهلي، ولا أحب أن آكل معهم؛ لأنه يوجد لدينا خادمة، وأنا لا أحب أكل الخدم.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في كثير من الأحيان فإن العصبية أو الغضب إنما هي نتيجة ومظهر لشيء آخر، فيا ترى ما هي الأمور في حياتك الخاصة والأسرية والاجتماعية، مما يمكن أن يفسّر هذه العصبية التي تشتكي منها؟

أحيانا عندما يعيش الإنسان في ظروف صعبة، وفي نفس الوقت يجد صعوبة في الاعتراض، أو الانتقاد، أو حتى التشكي... فقد يجد نفسه يميل للعصبية في مواقف أخرى، وظروف أخرى، فمثلا عملك أنت في الشرطة فقد تتعرض لبعض المواقف مع الناس والمراجعين، وربما تجد صعوبة في أن تقول لهم حقيقة ما تشعر به تجاههم وتجاه تصرفاتهم اللامسؤولة، وكذلك قد تجد نفسك أمام بعض الضباط المسؤولين عنك عندما يصدرون إليك بعض التعليمات والأوامر أو الانتقادات... إلا أنك تشعر بالحرج من الاعتراض، أو الانتقاد...، فلا شك أن كل هذا يجعلك تمتلئ بالعواطف والمشاعر الكثيرة التي تختزن في نفسك، والتي تنتظر أن تخرج، فإذا أنت تجد نفسك أمام موقف ومن حيث لا تدري تجد نفسك منفجرا بالغضب والعصبية... وأنت تسأل نفسك "لماذا؟"!

ابحث وفكّر بتفاصيل حياتك وظروف معيشتك، واسأل نفسك:
• ما هي الأمور أو المواقف التي تزعجك أو تشعرك بالغضب؟
• ما هي المواقف التي أشعر فيها بالعصبية إلا أني لا أستطيع التعبير عنه؟
• كيف يمكن أن أفرّغ عن مشاعري وعواطفي بطريقة صحيّة سليمة وغير ضارة؟
• ما هي الهوايات التي تستمتع بها في حياتك؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك كثيرا على تجاوز هذه المرحلة، أو المواقف الصعبة التي تعيشها، وستعينك على التغيير الذي تريد.

مارس الرياضة أو غيرها من الأنشطة المريحة لك، والتي تستمتع بها كتعبير عن المشاعر والعواطف التي تعتلج في صدرك، وإذا وجدت صعوبة في التغيير المطلوب، أو إذا زادت شدة معاناتك، فلا تتردد في الحديث مع الطبيب المتخصص في وحدة العلاج الخاصة بالشرطة، وخاصة إذا وجد عنكم طبيب نفسي، أو أخصائي نفسي، فهناك بعض المهارات التي يمكنك تعلمها وممارستها.

وفقك الله، ويسّر لك الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً