الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك فرق بين الرهاب الاجتماعي ورهاب الخلاء؟

السؤال

السلام عليكم

هل هناك فرق بين الرهاب الاجتماعي ورهاب الخلاء؟ تحدثت مع أحد الاختصاصيين النفسيين المعروفين في تويتر، وقال: إنني أعاني من رهاب الخلاء.

أنا قرأت كثيرا عن أعراض الرهاب الاجتماعي، وهي موجودة لدي، فأنا شخص منقطع عن المناسبات الاجتماعية منذ 6 سنوات، ولم أستطيع إكمال دراستي في الثانوية، ودائما متواجد في البيت، وكنت أكره قيادة السيارة، والخروج من البيت، ولكن في الآونة الأخيرة، وبشكل مفاجئ ذهب هذا الخوف، وأستطيع قيادة السيارة، والذهاب إلى أي مكان، وأستطيع أن أخرج خارج المنزل وأتمشى، ولكن لا زلت أعاني من خوف وهلع كبير، ورعشة واحمرار في الوجه، وسرعة في خفقان نبضات القلب، وألم في المعدة عندما أذهب للأماكن المزدحمة أو الدوائر الحكومية!

أرغب في افتتاح حساب في أحد البنوك، ولكن بسبب الخوف أصبحت لا أرغب بالذهاب، ومتردد جدا، وبالأمس اشتريت سيروكسات سي ار 12.5 مليجرام، فهل سيفيدني أو على الأقل يخفف من هذه الأعراض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رهاب الخلاء المقصود به ما يسمى أيضًا برهاب الساحة، وهو نوع من الخوف والرهبة الشديدة تأتي للإنسان إذا كان في أماكن مزدحمة، مثل الأسواق مثلاً، وهذا الخوف أيضًا يكون واضحًا للدرجة التي تمنع الإنسان من الخروج من المنزل إلا مع رفقة آمنة جدًّا، والبعض قد يجد صعوبة حتى في الخروج مع الرفقة، هذا هو رهاب الخلاء أو الساحة.

أما الرهاب الاجتماعي فهو خوف شديد يأتي للإنسان في موقف يتطلب نوعًا من الأداء أو المشاركة الاجتماعية، مثلاً التحدث أمام الآخرين، الأكل مع الآخرين، أخذ المبادرات، المشاركة في الاجتماعات، وأشياء من هذا القبيل، هذا هو الرهاب الاجتماعي.

هناك تداخل ما بين الأعراض بالطبع، الرهاب الاجتماعي في بعض الأحيان يكون مصحوبًا بنوبات الفزع أو الهرع، وهذه مخيفة جدًّا للإنسان.

مبادئ العلاج واحدة، وهي: تحقير فكرة الخوف، أن تصر على المواجهة، وألا تتجنب، وأن تُدرك نفسيًا ووجدانيًا ومعرفيًا في داخل تفكيرك أن هذا النوع من الخوف سخيف فما الذي جعلك تخاف؟ أنت في حفظ الله وفي رعايته دائمًا.

فمن خلال هذا التفكير والنمط الجديد وتفهم الأمور يستطيع الإنسان أن يتخلص من رهابه، ويجب أن يكون هنالك تطبيق، لأن التجنب مشكلة كبيرة، فأنت الآن – أيها الفاضل الكريم – ابدأ بالذهاب إلى الصلاة في المسجد، هذا نوع من التعريض أو التعرض التدريجي، وحاول يوميًا أن تخرج لمشوار حتى ولو كان قصيرًا، ويجب أن تكون لك مشاركات إيجابية في أسرتك، وفي ذات الوقت مارس أي رياضة جماعية مع بعض أصدقائك مثلاً كلعب كرة القدم.

من المهم والضروري جدًّا ألا تتخوف من الأعراض الجسدية، فما يحدث من تسارع في ضربات القلب وغيره هو ناتج من القلق وهو مؤقت، وسوف يزول -إن شاء الله تعالى- .

بالنسبة للعلاج الدوائي: الباروكستين/الزيروكسات CR من الأدوية الممتازة جدًّا، ابدأ في تناول الجرعة، وهي 12.5 مليجرام يوميًا، تناولها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى 12.5 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء سوف يفيدك جدًّا، وسوف تتعافى -إن شاء الله تعالى- فتناوله بانتظام، واتبع الخطوات الإرشادية الأخرى التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً