الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرضي أمي وزوجي في نفس الوقت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا سيدة عمري 24 سنة، متزوجة منذ 5 سنوات، وزوجي من عائلة أبي، أثناء الخطوبة بدأت المشاكل مع العلم أن زوجي لا يدخن وحسن التربية وذو قلب حنون، المشاكل بدأت مع المهر فلم يتم التراضي، وأخبرتني أمي أنها لن تسامحني إذا لم أخبرها بالحوارات التي تدور بيني وبين خطيبي، فكنت أحكي لها وكانت الأمور تزداد سوءا، ورأت أمي أنه يجب فسخ الخطوبة فلم أرض بهذا القرار، وكان أبي معي فتبرأت مني أمي، وقالت أنها لن تسامحني، وبعد ذلك تكلم معها جدي وسامحتني، وأقيم الزفاف ولم تحضر أمي.

وبعد الزفاف ذهب زوجي وطلب منهم السماح، وأخبرهم أنهم إن لم يزورونا هذا يعني أنهم ما زالوا غاضبين، مع العلم أني أسكن وحدي ولم يأتوا أبدا، وكنت حاملا ووقع خلاف فجاء أهلي وكثر الكلام مع زوجي، وقالت أمي أنه لن يدخل أبدا عندها، وذهبت عدة مرات لهم وزوجي لا يدخل عندهم، وبعد الولادة كنت أزورهم بشكل مستمر مع ابنتي وابني، لكن زوجي يترك مسافة بينه وبين أهلي، ويقوم بواجبه في عيد الفطر.

وذات يوم ذهبت عند أهلي ولم يأت زوجي لأخذي، فكلمته في الهاتف ولم يجب، وبعدها حضرت عندنا عرافة وقالت لي أن زوجي يريد أن يطلقني، فانفجرت بالبكاء ولم أشعر بحالي فبدأت أحكي لأهلي عن معاملات صدرت من زوجي، مع العلم أن تلك المعاملات لم تكن صحيحة، وزاد حقد أهلي على زوجي، وأمرتني أمي أن لا أكلمه، بعدها علمت أن زوجي كان بالمستشفى، وجاء لأخذي فتكلم معه والدي وتخاصما.

وبعد ذلك عرف زوجي ماذا حدث وماذا قلت، فقرر أن يأخذني لزيارة أهلي مرة في الشهر لمدة 15 دقيقة، وهذا ما حدث، وهذه الأيام عرف أن أمي كانت تذهب عند العرافة، فاحتار، وأخبرني أنه يخاف عندما يأخذني عند أهلي أن تسحره أمي، فقلت له: لن أذهب عند أهلي أبدا، سأتكلم معهم بالهاتف. مع العلم أني لم أجد أمي تنصحني، كلما ذهبت عندهم أسمع كلاما يزيد المشاكل مع زوجي.

والآن أريد أن أستقر مع زوجي وأولادي، لكن زوجي قال أني مسؤولة عن وجود كل هذه المشاكل بين أهلي وزوجي، لأني كنت أوصل الأخبار لهم، وذكر أنه سيأخذني لأرى أهلي ولا يريد ارتكاب المعاصي في حق الله، أما بالنسبة لي، فما هو مصيري مع الله؟ وأريد حلا لأكون طاهرة مع ربي وزوجي وأهلي؟ مع العلم أني عرفت قيمة زوجي متأخرة ولا أريد خسارته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kika حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الرغبة في التصحيح، ونهنئك بهذا الزوج الذي صبر عليك، وحُقَّ لك أن تحافظي عليه، وحاولي إرضاء الوالدة والإحسان إليها، ولكن لا تُخبريها بأسرار البيت، ولا تُخبريها بما يحصل، ومن المصلحة ألا نتكلم أصلاً عمَّا يحصل، لأن هذا يزيد النفوس نفورًا، ويعقّد المشاكل ولا يساعد في حلها، خاصة في حالة الوالدة التي هي رافضة للقضية من أولها، فلا تورطي نفسك بمثل هذا الكلام، واحرصي دائمًا إن تكملت فبالخير، وإلا فتجنبي ذكر ما يحدث من سلبيات لا تخلو منها البيوت، وأنت -ولله الحمد- عاقلة، وها قد عُدت إلى الله تبارك وتعالى، فعليك أن تتوبي، وتعتذري لزوجك، ولن يضيرك شيء، وحاولي أيضًا أن تزوري أسرتك، ولتكن الزيارات خفيفة، وتشاغلي بالمفيد، وتجنبي ذكر أي خلل يحدث في داخل البيت بل حتى الأمور العادية، كل أمرٍ يكره الزوج نشره لا يجوز ذكره عند أهلك خاصة عند الوالدة، ونسأل الله أن يُديم عليكم النعم.

واحمدي الله تبارك وتعالى الذي جعل الأمور تسير في الطريق الصحيح، ودائمًا الغائب له عذر، فإذا تأخر الزوج فلا تستعجلي في مناقشته أو في اتهامه قبل أن تعرفي ما الذي يحدث وما هو سبب التأخير، ودائمًا القرار الذي نفكر قبله ونشاور قبله ونتأنى قبله لا نندم عليه، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يُصلح لنا ولك النيَّة والذريَّة، ونؤكد لك أنك تستطيعين أن تسعدي مع زوجك وتُسعدي أهلك إذا فصلت بين حق هؤلاء وحق هؤلاء، وهذا ما نريده منك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً