الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل في الشهر السادس وأعاني من آلام الطلق، فما سبب تلك الآلام؟

السؤال

السلام عليكم..

ذهبت إلى كل المستشفيات، وأجريت عدة تحاليل وسونار، وكلهم أخبروني بأني لا أعاني من أي مشكلة.

عندي ولد عمره 6 سنوات ونصف، ولدته طبيعيا، وكانت مراحل حملي كلها جدا طبيعية، وبعد ولادته بــ 6 أشهر، ركبت لولبا لمنع الحمل لمدة 3 سنوات ونصف، وكانت جدا طبيعية، بعد هذه الـ 3 سنوات، بدأت عندي آلام قبل الدورة بيومين تشبه آلام الطلق شديدة جدا، لدرجة أني أستفرغ وأدوخ أحيانا، وأبقى على ذلك الحال نصف ساعة وتذهب، وهذا الألم لا يأتي إلا في هذا الوقت، والمشكلة أنه بعد اليومين لا تنزل الدورة، وإنما تتأخر لأسبوع أو أسبوعين ثم تنزل، فوقع في نفسي أنه بسبب اللولب، فذهبت إلى المستشفى، وأزلت اللولب، ولكن الغريب أن الألم لم يذهب إلى الآن، فمنذ سنتين تقريبا والألم يتكرر كل شهر في نفس الوقت، وأحيانا يأتي شهر ولا يحدث هذا الألم، مما سبب لي الحيرة!

أنا الآن حامل في آخر الأسبوع السادس، ومنذ بداية حملي هذا الشهر، وحتى قبل أن أعرف بأني حامل، كانت تأتيني نفس آلام الطلق، ومثل الوخز الخفيف، وعند بداية الأسبوع الخامس نزل دم أحمر، وأحيانا يكون أسودا، وأصبحت تأتيني آلام طلق أقوى من السابق، والغريب أن الطبيبة تقول بأنه ليس عندي مشكلة في الحمل، والجنين وضعه طبيعي، ولكن مع هذا الألم أخشى أن يحصل لي إجهاض، فأعطتني الطبيبة مثبتا، وأخبرتني بأن أراجعها يوم السبت حتى ترى فيما إذا كان هناك نبض أم لا.

سؤالي..
- ما سبب هذه الآلام التي أعاني منها؟
- وهل المشكلة كانت موجودة قبل الحمل؟
- وهل يلزمني إجراء تحاليل أخرى؟ وما هي؟
- وهل من الممكن أن يكون السبب القولون؟ فأنا أعاني من القولون، وأشعر بحركة الغازات أسفل البطن.
- كما أن عندي نسبة هرمون الحليب مرتفعة من قبل الحمل، فقد كانت النسبة 40 فهل هذا طبيعي؟
- هل تنصحينني بدواء أتناوله أثناء الحمل لأخبر طبيبتي حتى لا يحدث إجهاض?
- كما أن الطبيبة كشفت على الجنين في الأسبوع الخامس عن طريق سونار مهبلي، فهل هو سبب الدم؟
- كما أن الطبيبة وصفت لي مثبت دوفاستون، مضى على استخدامه أسبوعا، ولم يذهب الألم، ولم يتوقف الدم، فماذا أفعل؟

أرجوكم لا تتأخروا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ joody حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم معاناتك -يا عزيزتي-، كما أتفهم حيرتك في الأمر، فمن أصعب الأشياء على المريض هو أن تطول معاناته مع الألم من دون أن يتم التعرف على سبب هذا الألم.

وفي مثل حالتك عندما يحدث الألم بشكل دوري، ويكون كل شيء بالتحليل والتصوير طبيعي، فهنا يمكن الشك بوجود حالة تسمى بطانة الرحم الهاجرة أو (الاندوميتريوزز)، ورغم أن هذه الحالة تؤدي عادة إلى حدوث تأخر في الحمل، إلا أن هذا لا يحدث عند كل النساء، فبعض النساء تبقى الخصوبة عندهن طبيعية، ويحدث الحمل بسرعة، ولكن يستمر الألم حتى خلال الحمل.

وبالطبع إن هذا مجرد احتمال فقط، ولا يمكن تأكيده أو نفيه من خلال الأعراض فقط.

وللأسف فإن هذا المرض يصعب تشخيصه بشكل مؤكد إلا عن طريق عمل تنظير للحوض، ولذلك أنصحك في حال استمرت الآلام عندك حتى إلى ما بعد الولادة، بأن يتم عمل تنظير للحوض، والتنظير في مثل هذه الحالات سيكون له فائدتين:

الأولى: تشخيصية، أي سيمكننا من وضع التشخيص عن طريق رؤية أعضاء الحوض كاملة، والتأكد هل تحتوي على بقع لمرض الاندومتيريوزز أم لا.

والثانية: فائدة علاجية، أي سيمكن علاج هذا المرض- إن وجد- خلال عملية التنظير.

إن نزول الدم خلال الحمل له أسباب متعددة، فقد يكون:
- من الحمل نفسه.
- أو قد يكون من خارج الحمل، ويجب دوما عمل فحص لعنق الرحم وللمهبل في العيادة، للتأكد من عدم وجود قرحة أو لحمية أو التهابات أو غير ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى نزول الدم.

فإن تبين عدم وجود سبب موضعي في عنق الرحم والمهبل، فهنا نقول بأن مصدر الدم هو من الرحم أو من كيس الحمل، وبالتالي تكون الحالة عبارة عن ( تهديد بالإجهاض).

وبعض الحالات، ومنها الاندومتيريوزز وتكيس المبايض، فإن حدث الحمل معها؛ فإنها سترفع من احتمال حدوث الإجهاض، -لا قدر الله-.

إن التصوير الذي تم عمله في الأسبوع الخامس، وليس هو السبب في نزول الدم، وكذلك الفحص النسائي العادي بالمنظار الذي أنصح بعمله لك، لا يسبب الإجهاض -إن شاء الله تعالى-، فاطمئني من هذه الناحية.

وإن ارتفاع هرمون الحليب الآن هو أمر طبيعي جدا، بل وضروري من أجل تهيئة غدد الثدي للإرضاع، لذلك لا يجوز تناول أي علاج لخفضه، وهو ليس السبب في حدوث الألم عندك.

ومن المستبعد أن يكون تهيج القولون هو سبب الألم عندك، وذلك أن الألم الذي يحدث عندك هو دوري، أي له علاقة بالدورة الشهرية، فهو يسبق نزولها بأيام، أما ألم القولون فلا علاقة بالدورة الشهرية، بل قد يحدث في أي وقت من الشهر، وهو غالبا ما يترافق إما مع الإسهال أو الإمساك.

وما يجب عليك فعله الآن هو:
الالتزام بالراحة قدر الإمكان، وتفادي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، وحاولي قدر الإمكان البقاء مستلقية على أحد جانبيك، والأفضل الجانب الأيسر، مع شرب كميات كبيرة من السوائل المفيدة، وتفادي الاستحمام بماء حار، بل يجب أن يكون فاترا فقط، إلى أن تتم إعادة التصوير، فإن تمت رؤية نبض الجنين، فهنا يكون الحمل سليما ويتطور بشكل طبيعي -إن شاء الله-، أي أن نزول الدم لم يؤثر عليه.

نسأل الله العلي القدير، أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما وأن يتم لك الحمل على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • لبنان لولو

    الله يعافيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً