الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أستخدم البروزاك ومع ذلك أشعر بخوف.

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد مررتُ في حياتي بأمورٍ كثيرة، منها: انفصال والديّ، ووفاة والدي منذ صغري، ومنذ صغري وأنا أشعرُ بآلامٍ، وخوفٍ، وحزنٍ، وكبرتُ وأنا أفكر وأفكر، وأشعرُ أني لا أعرف كيف أتعامل، وماذا أفعل؛ بسبب المشاكل والخوف، لدرجة أنه جعلني الآن أترك عملي؛ لأني أشعرُ بضجر، وكأني لا أعرف أتعامل مع أحد.

نفسيتي سيئة؛ أحاول البحث عن هواية، ولا أستطيع العمل، وأبحث إلى أن أشعر بالخوف.

استخدمتُ أدويةً كثيرةً منذ خمس سنوات، والآن عُدتُ للبروزاك 40 ملغ، وفي الأسبوع القادم سوف أتناوله بجرعة 60 ملغ -كما أوصاني الدكتور-، -والحمد لله-؛ فأنا أشعرُ براحة، لكن هناك خوف، وعدم استطاعة على مواجهة أحد، وعند مشاهدة أشخاصٍ ملحدين، ومحاورتهم، تتخللني أفكارٌ تذهب وتأتي، وأخاف منها على إيماني؛ فقد كنتُ محافظا على صلاتي، لكنٍ أحياناً مع اشتداد الألم أجد نفسي متضجراً لا أستطيع أن أصلي.

أيضاً: عندي مشكلة أخرى، وهي أني حينما أرغبُ بشيء أحلم به، إلى أن أصل في الحلم لدرجة أن لا تعود لي رغبة فيما أريد، فمثلاً: أحلم أني أخذت ترقية في العمل، ووصلت لما أريد، فأصبح لا رغبة لي بالعمل.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن فقدان الوالدين أو أحدهما في سنٍ مبكرة له آثارٌ سلبية على تنشئة الإنسان، لكن بعد أن يصل الإنسان إلى مرحلة عمرية معينة -بعد سن المراهقة مثلاً- يستطيع أن يدبر أموره، ويستطيع أن يعتمد على نفسه، وليس من الضروري أن يكون كل ما مضى سلبيًا.

أيها -الفاضل الكريم-: أنت الآن محتاجٌ لما نسميه بالتوجه الإيجابي نحو ذاتك، والتوجه الإيجابي يأتي من خلال التخلص من الأفكار السلبية والمشاعر المحبطة، والإصرار على التفاؤل، والعمل، وتحسين مستوى الأداء في كل شيء: في صلاتك، وفي عملك، وفي تواصلك الاجتماعي، وفي الترفيه عن نفسك، ومهما كانت المشاعر سلبية، وتدفعك نحو الانعزال والإحباط، وعدم الإنتاجية؛ فيجب أن تخالفها، وألا تُطيعها، ويجب أن تكتب جدولاً يوميًا للأنشطة التي سوف تقوم بها، مع تحديد وقتها وزمنها، والالتزام بذلك، وفي نهاية اليوم قم بعملية جردٍ لما قمت بإنجازه؛ فهذا يؤدي إلى دفعٍ نفسيٍ إيجابي كبيرٍ جدًّا.

لا يمكن للإنسان أن يتغير إلا من خلال هذه المحاور، وأقصد: محور الإصرار على الفعالية مهما كان الفكر أو المشاعر سلبية؛ لأن العمل والأداء، والإنجاز والأفعال، تُغيّر المشاعر، ولا شك في ذلك.
إذاً: يجب أن يكون هذا هو منهجك -أخي الكريم-.

أزعجني جدًّا أنك لا تستطيع أن تصلي، وهذا -أخي الكريم- بابٌ من أبواب الشيطان يجب أن تُغلقه تمامًا، ويجب أن تجد راحتك في الصلاة، وأن تصلي مع الجماعة، وأن تحرص على الأذكار، وأن تتلوَ القرآن، وأن تصل رحمك؛ هذه كلها علاجات مهمةٌ جدًّا.

موضوع تفاعلاتك مع الأحلام: أعتقد أنها كلها ناتجة من الإحباط، فيجب أن تتجاهلها، ولا تكن وسواسيًا في نمط تفكيرك، واخرج للحياة بصورةٍ أفضل وأحسن.

العلاج الدوائي الذي تتناوله وهو البروزاك، دواءٌ ممتاز، وفاعل، فاصبر عليه، وسوف تتحصل على نتائج رائعة -إن شاء الله-، وجرعة ستين مليجرامًا قطعًا هي جرعةٌ علاجية كافية جدًّا، وبعد استشارة طبيبك يمكن أن تُدعم البروزاك بعقار بسيط مثل: فلوناكسول -هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي هو فلونبتكسول- فهو دواءٌ لطيفٌ جدًّا، خاصةً حين يعطى مع البروزاك، ويُقلل كثيرًا من التوتر ومن القلق، وهذا الخوف الذي يأتيك.

جرعة الفلوناكسول هي حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها يوميًا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم حبة صباحًا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول هذا الدواء، وتستمر في البروزاك بنفس الطريقة التي وصفها لك الطبيب.

لا بد أن تجعل للرياضة -خاصة رياضة المشي- نصيبًا في حياتك؛ ففيها فائدة عظيمة جدًّا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً