الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبة خوف من الموت لا تنفك تزداد مع مشاكل في الجهاز الهضمي

السؤال

السلام عليكم

بدأت معاناتي في يوم 3 رمضان الماضي، حيث استيقظت من النوم وأنا أشعر بخوف، ومن ثم حدث خفقان، توقعت أنها نهايتي وبدأت من بعدها حالة من الخوف والرعب، والإحساس بالموت والتفكير بتفاصيله.

ذهبت لطبيبة نساء وعملت تحليلا للحديد وكان منخفضا، ومن ثم وصفت لي الأدوية اللازمة، تكررت الحالة معي بعد 20 يوما تقريبا وذهبت للطوارئ، وتم عمل تخطيط وأشعة وكانت سليمة، ولكن تأتيني خفقات بالقلب كل فترة، ويأتيني بعض الأحيان إسهال يستمر لمدة أسبوعين، وأحيانا صعوبة في الإخراج مما يتطلب مني جهدا وأشعر بتعب وزيادة في النبض، وضيق في التنفس وخفقانا بعد الخروج من الحمام، وزيادة في النبضات وضيق بالنفس عند أقل مجهود، وأشعر بوخزات بالصدر.

في الليلة الماضية بعد الخروج من الحمام تأتيني خفقة غريبة كل 3 دقائق تقريبا، واختفت بعد التبول بعد 20 -30 دقيقة، وألم خفيف من أعلى الصدر في الجهة اليسرى امتدادا للكف، ولدي حالة خوف من الموت والبكاء الكثير، وأهملت نفسي وطفلتي ودراستي، وأصبحت لا أفرح بأي شيء، وأخاف من الوحدة، مع العلم أن لدي بواسير، وغازات وآلام تحت الضلع الأيسر وأسفل البطن.

أرجو إفادتي، ولكم مني جزيل الشكر، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حدوث الخفقان الشديد والخوف الذي أعقبه، وإحساس بالموت والتفكير في تفاصيله، هذا كله جزء من حالة قلق حاد أصابتك بعد الاستيقاظ من النوم، وهذه الحالة هي في الأصل كما ذكرت لك مرتبطة بالقلق الحاد، ومشهورة بأنها كثيرة الحدوث، وتسمى بنوبات الهلع أو الفزع أو الهرع، وفي حالتك قطعًا فقر الدم الذي تعانين منه ربما يكون أيضًا أحد العوامل المساعدة لظهور الخفقان.

بعد أن قابلت الطبيبة وقامت بإجراء الفحوصات اللازمة، هذا يجب أن يدفعك نحو المزيد من الاطمئنان على صحتك، ولكن هذا لم يحدث وأصبحت تأتيك هذه الوخزات في الصدر، وكذلك مشاكل الجهاز الهضمي، إذًا الأمر مرتبط بصفة عامة بأنه لديك قابلية للقلق والتوتر، ويظهر قلقك في شكل أعراض جسدية.

معالجة اضطراب الجهاز الهضمي مهمة، خاصة موضوع الإمساك، لأنك تعانين من البواسير، فتواصلي مع طبيبة الأسرة، وهذا الأمر -إن شاء الله- علاجه سهل جدًّا.

بالنسبة لموضوع الوخزات في الصدر وضيق التنفس وما يصحبه من خفقان، قطعًا من الضروري أن يرتفع مستوى الهيموجلوبين لديك، على الأقل إلى مستوى (11 جرام)، والأمر الآخر هو أن تحرصي وتطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015)، يمكنك الرجوع إليها لتصفحها والاستفادة مما بها من إرشادات.

حين تقابلين طبيبة الأسرة أرى أنه من الأفضل أن تعطيك أحد الأدوية المضادة للقلق، وهذه الأدوية كثيرة جدًّا ومعروفة لدى الأطباء، ومن أفضلها عقار (إمبرامين) سيكون دواءً جيدًا في حالتك، والجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، بعدها تكون خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

وهنالك أدوية حديثة أكثر منها (سبرالكس) أيضًا دواء ممتاز، وسوف يساعدك في هذه الحالة، والجرعة هي خمسة مليجرام -أي نصف حبة- يتم تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك تكون الجرعة حبة كاملة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بصفة عامة -إن شاء الله- أعراضك هذه بسيطة وسوف تختفي، اهتمي أكثر بصحتك الجسدية، ونظمي وقتك، وكوني دائمًا متفائلة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يُذهب عنك أعراض المخاوف القلقية التي تعانين منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً