الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجدد حبي لله وأقوم للصلاة بشوق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بنت في 17 من عمري، من فترة قصيرة أصبحت أصلي صلاتي بانتظام وأحرص عليها، ولكن كيف أجدد حبي لله؟ بالطبع أحب الله تعالى وأفعل كل شيء لوجهه، لكني أحيانا أتكاسل عن النهوض للصلاة، لكني أنهض رغما عني لأني أعرف أنها فرض، أريد أن أشعر بشوق للصلاة، أو رغبة شديدة في النهوض لها.

هل لكم أن تساعدوني بطريقة، أو طريقة تفكير لأجدد حبي للصلاة؟ وماذا علي أن أفكر به عند الأذان؟ هل أفكر بأنها فرض وواجب، أم أفكر بأني سأصلي لأزيل همومي، أم أفكر بأن صلاتي فقط تكون حباً لله عز وجل؟

أيضا هل لي بسؤال؟ هل كثرة الطلب من الله جميلة؟ هل عندما أطلب من الله كل شيء أُسمى (ذات مصلحة)؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولوة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمةَ - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك مزيدًا من الهداية والصلاح.

حب الله تعالى أصل العبادة وأساسها، ومن رُزق هذا فقد رزق خيرًا كثيرًا وفتحت له أبواب السعادة، وهناك أسباب تدعو إلى الاستزادة من حب الله تعالى، ومن أهم ذلك تذكر نعم الله تعالى علينا، فإذا أمعن الإنسان النظر والتأمل في نعم الله تعالى عليه، فإن هذا يدعوه إلى حب الله تعالى؛ لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، وقد روي في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه).

من أسباب زيادة محبة الله تعالى في قلب العبد التفكر في مخلوقات الله تعالى وما في الكون من جمال، فإن كل جمال يراه العين في هذه المخلوقات فإنه مصنوع ومخلوق لواهب الجمال سبحانه وتعالى، والنفوس مجبولة على حب الجمال، فالله تعالى كما أخبر عنه نبيه –صلى الله عليه وسلم-: (جميل يُحب الجمال).

أما عن الصلاة - أيتهَا البنت الكريمة –، فإن نصيحتنا لك أن تهتمي بقراءة ما كتب من آثار الصلاة وفوائدها، فإن هذا من أعظم البواعث على الرغبة فيها والقيام إليها بنشاط وجد، والإكثار منها، والحرص على إقامتها على الوجه المطلوب، فإن الله تعالى لم يشرع الصلاة سُدىً، وإنما شرعها لما فيها من الفوائد الجليلة التي تعود على الإنسان في نفسه طمأنينة وسعادة، وفي دنياه صلاحًا، وفي آخرته أجرًا ومثوبة، ومن ثم فإذا اطلعت على بعض ما كُتب حول هذا الموضوع، فإنك ستُدركين الفوائد الجليلة التي رتّبها الله تعالى على هذه الصلوات.

من الكتب المستحسنة - وهي مختصرة وصغيرة – كتاب (لماذا نصلي؟) للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، وهو موجود على الشبكة العنكبوتية -الإنترنت- فبإمكانك تحميله، والوقوف عليه، وفيه بيان وافٍ لفوائد الصلاة في الدنيا وفي القبر وفي البرزخ وفي الجنة، ونحن على ثقة تامة من أن قراءتك لهذا الكتاب ستُجيبك - بإذن الله تعالى – عن كل هذه التساؤلات، وتغرس في نفسك الرغبة الصادقة في الصلاة والإكثار منها.

أما سؤالك عن طلب الله تعالى الحاجات، فإن الدعاء من أكثر العبادات، بل أكرمها على الله تعالى، وهو سبحانه وتعالى يُحب الملحين في الدعاء – أي المكثرين –، فأكثري من دعاء الله تعالى، وسلي الله تعالى كل شيء كما علمنا النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى يسأل أحدنا ربه شِسع نعليه وملح طعامه، كما ورد في الحديث، فالإكثار من سؤال الله تعالى عُبودية، بل أكرم العبودية، فاحرصي على الإكثار منها، ولا سيما في الأوقات التي فيها رجاء الإجابة.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر فيض التقوى

    بارك الله فيكم وجزاكم الله خير نسال الله لنا ولكم الثبات على الطاعات ونسال منكم الدعاء لنا نحن معاشر الشباب على الاستقامة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً