الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المخاوف المرضية وتأثيرها على المريض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27 سنة، انتقلت للعيش في أمريكا منذ سنة تقريبا، ومنذ قدومي هنا بدأت أعاني من مشكلة التوهم المرضي؛ حيث اضطررت للذهاب إلى الإسعاف نتيجة ألم في الصدر، وضيق النفس، وآلام، وكانت النتائج طبيعية، ومن ثم بدأت أراقب أي عرض في جسمي، وأبحث عن سببه في الإنترنت، خوفا من كونه مرضا خطيرا؛ حيث شككت بكوني مصابا بفشل كلوي؛ نتيجة مشكلة تبول، ولكن كانت النتائج طبيعية أيضا، والخوف من السرطانات نتيجة إرجاع أعراضي لأمراض خطيرة بعد القراءة في الإنترنت.

مشكلتي في الوقت الحالي: أعاني من ألم مفاصل منذ 3 شهور، مع احمرار في مفاصل اليدين، وألم في مفاصل الركبتين بشكل دائم، وألم متقطع في الحوضين والكتفين والرسغين، وتشنج في إبهام القدم وقت النوم.

راجعت طبيب عظام، وأجرى لي تحاليل (anti ccp – protein c – rheumatoid factor – ANA – Esr)، وأخبرني الطبيب بأن النتائج طبيعية، وبأن مصدر الآلام نفسي، وأني أعاني من اكتئاب متوسط، استمرت هذه الأعراض، ولم يتوقف بحثي عبر الإنترنت عن السبب، فقرأت بأن التحاليل يمكن أن تكون سلبية عند بعض المرضى رغم وجود المرض، سألت طبيباً آخر غير مختص، وأخبرني بأن عمري صغير لمرض الروماتيزم، وبأن أعراضي سببها نفسي وبرودة الطقس، أصحبت مشغولا في تفسير الأعراض التي تصيبني؛ مما أثر على دراستي كثيرا.

سؤالي -في حال كون هذه الأعراض نفسية-: ما تفسير الاحمرار فوق مفاصل اليدين وألم الركبتين؟ فهو يزعجني عند القيام بوظائفي اليومية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في بداية الأمر من الواضح أن لديك مخاوف مرضية، ولا أريد أن أسميها توهمات؛ لأن كلمة توهمات كلمة مُعلة ومُحبطة، وفي ذات الوقت تُمثل وصمة ترتبط بشخصية الإنسان، هذه مجرد مخاوف مرضية، وقد أكد لك الأطباء ذلك، وكل فحوصاتك -الحمد لله- طبيعية، والذي أنصحك به في مثل هذه الحالات هو:

أولاً: أن تقابل طبيبك –طبيب الأمراض الباطنية، طبيب الروماتيزم مثلاً– مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا يُطمئنك كثيرًا، ويمنعك من التنقل بين الأطباء، ويُقلل -إن شاء الله تعالى- عندك المخاوف المرضية بصورة واضحة.

النقطة الثانية –والتي نحتم عليها كثيرًا– هي: أن الشباب على وجه الخصوص يجب أن يعيشوا حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب التمارين الرياضية، النوم المبكر، التوازن الغذائي، الحرص على أمور العبادة، بر الوالدين، واكتساب المعارف... هذا يصرف الانتباه تمامًا عن مثل هذه العلل، والتي في معظمها تتجسد في شكل آلام جسدية أو عدم ارتياح، فكن على هذا المبدأ والمنهج أيها الفاضل الكريم.

ثالثاً: الطبيب نفسه الذي ذكر لك أن مصدر هذه الآلام نفسي، أعتقد أنه يمكن أن يقوم بإعطائك أحد الأدوية المعروفة جدًّا بفعاليتها في علاج مثل هذه الحالات، الدواء يعرف باسم (سيمبالتا) واسمه العلمي (ديولوكستين) وهو متوفر في أمريكا؛ لأنه أصلاً تنتجه شركة (ليلي) الأمريكية، هذا دواء مفيد جدًّا لعلاج الآلام الجسدية التي منشؤها نفسي، وجرعته هي 30 مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم تُرفع إلى 60 مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 30 مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 30 مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، وأعتقد أن هذه هي الحلول لحالتك، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

أما من حيث موضوع الاحمرار الذي يظهر فوق مفاصل اليدين وألم الركبتين: فهذا قد يكون منشؤه نفسيا، وهذه الحالات معروفة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً