الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزلال وارتفاع الضغط..أسبابهما في الحمل وعلاجهما وعلاقتهما بالإجهاض

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنتين، حملت بعد 3 أشهر من الزواج، ولكن كان نمو الجنين بطيئا، وتوفي في الشهر السادس، وقل الماء بنسبة كبيرة، وأجهضت وحملت بعد 3 شهور، وأجهضت في الأسبوع الخامس.

بعد ذلك عملت كل التحاليل بدأ من سيولة في الدم، وكل شيء كان سليما إلا في كل حملي كان الضغط يرتفع فجأة، وبدون أي إحساس مني، وذهبت لدكتور كلى وباطنية، واكتشف لدي نسبة عالية من الزلال، وقال هو سبب ارتفاع الضغط، وعملت كل التحاليل اللازمة، وأخذ عينة من الكلى -والحمد لله- كل شيء كان سليما، وأعطاني كورتيزون لمدة 4 أشهر تقريبا، واختفى الزلال تماماً لمده 6 أشهر تقريبا، والآن عاد الزلال وعاد ارتفاع الضغط.

أرجوكم أريد أن أعرف سبب الزلال؟ وكيف يزول تماماً؟ وهل الزلال سبب الإجهاض؟ وكيف أحمل حملا سليما من غير زلال؟ ولو حصل حمل ما هي الاحتياطات التي يجب أن أفعلها؟ أرجوكم فأنا أعيش حياة لا يعلمها إلا ربي، أريد أن يصبح لدي طفل وأصبح أما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في البدء أسأل الله عز وجل أن يعوضك بكل خير، وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
إن ما حدث معك في الحمل الأول كان سببه على الأغلب حدوث حالة تسمم حملي، وهي حالة مرضية خاصة بالحمل يرتفع معها الضغط، ويظهر الزلال في البول، وبالتالي يتأثر نمو الجنين، وتقل كمية السائل الأمنيوسي حولة، وفي النهاية يتوقف نموه.

حالة تسمم الحمل أكثر حدوثا في الحمل الأول، أي في البكريات، وهنالك احتمال لأن تتكرر في الحمول القادمة، وهذا يتبع عوامل عدة أهمها بالنسبة لك هو حالة الكلية، أي هل لديك الآن أي مرض في الكلية؟ وإن وجد، هل أثر هذا المرض على وظائف الكلية أم لا؟

إن تحسن الحالة عندك عند تناول دواء الكورتيزون، يوحي باحتمال كونها تابعة لأحد الأمراض التي نسميها (أمراض المناعة الذاتية)، وهي الأمراض التي تتشكل فيها أجسام مناعية غير طبيعية في الجسم، فتقوم بمهاجمة أنسجة الجسم السليمة، ومعرفة التشخيص يعتبر أمرا هاما جدا، لذلك أنصحك بسؤال طبيبك عن اسم المرض الذي يؤدي إلى ظهور الزلال، وارتفاع الضغط عندك الآن، أي وأنت غير حامل، فإن لم يكن لديك أي مرض في الكلى، فإن احتمال تكرر حالة تسمم الحمل عندك في حمول قادمة –لا قدر الله- هو بحدود 60-65%.

في مثل حالتك، وعند حدوث حمل جديد -إن شاء الله- يمكن البدء بتناول حبوب أسبرين الأطفال فور ثبوت الحمل الجديد، وقد يلزم إعطاء إبر الهيبارين والكورتيزون أيضا، خاصة إن تبين بأن لديك أحد أمراض المناعة الذاتية، وكذلك يجب تناول حبوب الكالسيوم بجرعة عالية (2 غرام يوميا) عند بلوغ الحمل عمر 15 أسبوعا، مع عمل متابعة دقيقة جدا للحمل لعلاج أي بوادر لارتفاع الضغط بالأدوية المناسبة، وبشكل مبكر وفعال -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة للإجهاض، فقد يكون حدث مصادفة، أو قد يكون بسبب الزلال، ويصعب الجزم 100% بالسبب، ولذلك فإنه يجب إعطاء الأسبرين والكالسيوم لك كنوع من الوقاية في الحمل القادم -إن شاء الله-.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً