الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح أن ننادي عبد المجيد بـ (مجيد) فقط؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أنا اسمي عبد المجيد, والبعض من أصدقائي يجد اسمي طويلاً فيكسل عن كتابته كاملاً -طبعاً أتحدث عندما يكتبونه في الواتس أب مثلاً- لذا أحد الأشخاص في المجموعة يكتب (مجيد) بدلاً من عبد المجيد, فقلت له نادن باسمي كاملاً؛ لأن المجيد هو الله, ولا يصح مناداتي بهذا الاسم.

ثم في اليوم الثاني قال مجيد, فكررت نصيحتي له, فضجر وقال اسمك طويل, فجذبنا الحديث قرابة ساعتين بمحاولة إقناعه, ومن معه بالقروب, ثم في النهاية قال إنه ناداني بـ \مجيد \ وليس \المجيد\, وأنه يوجد فرق بينهما, عندها أنا صمتّ؛ لأني لا أعرف ما إذا كان يوجد فرق أم لا.

أريد جواباً؛ هل يصح له مناداتي بـ \"مجيد\" فقط بدون المجيد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالمجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى يزيدك توفيقًا وسدادًا وثباتًا على الحق وحرصًا على تحري الشرع، وأن يجعلنا وإياك من صالح عباده وخاصة أوليائه.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن فيما ذكره الأخ من حيث إطلاق لفظ (مجيد) مجردًا فيه قدر كبير من الصحة، لأن العلماء قسموا التسمي بأسماء الله تعالى إلى قسمين: فإذا كان الإنسان يقصد بكلمة (مجيد) صفة الله تبارك وتعالى من المجد والعزة والرفعة والجبروت فهذا لا ينبغي ولا يليق، أما إذا كان مجرد اسم علم للتعريف فقط ولا يُقصد به أي شيء من ذلك فهذا جائز شرعًا، خاصة وأن الاسم –كما ذكر الأخ– مجرد من الألف واللام، فإن دخول الألف واللام على الاسم العادي تجعله معرفًا، فيكون أشبه ما يكون بأسماء الله تبارك وتعالى؛ لأن كلمة (مجيد) ما جاءت في القرآن إلا معرفة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- جاء بها معرفة، وجاء بها غير معرفة، كقوله -صلى الله عليه وسلم- : (في العالمين إنك حميد مجيد).

ولذلك أقول -بارك الله فيك-: ما دام هو مجرد اسم علم ولا يُقصد به ما يتعلق بذات الله تبارك وتعالى وصفاته، وهذا هو الحق، لأن ما من أحد يسمي نفسه بالاسم هذا إلا وهو يعلم أن هذا عبد, وأن العبد من شأنه الضعف والذل والهوان، ولا يمكن أن يكون أبدًا متصفًا بصفات الملك سبحانه وتعالى، وذلك ككلمة (عليٍّ)، فكلمة (علي) علي بن أبي طالب –رضي الله عنه– كما تعلم، لو كان كاسم (عليٍّ) فيه مشكلة شرعًا لغيّره النبي -عليه الصلاة والسلام- كما غيَّر أسماء غيره من الأسماء.

كذلك أيضًا كلمة (شافي) فهناك كلمات كثيرة موجودة هي في حد ذاتها من أسماء الله تبارك وتعالى إذا قصدنا المعنى الحقيقي لها الذي يُطلق على الله بأن نُطلقه على العبد، لغيره النبي -صلى الله عليه وسلم- كما غيّر النبي -عليه الصلاة والسلام- اسم أبا الحكم؛ لأن الناس كانوا يحتكمون إليه، فهذا الفعل الذي كان يحدث له, وهذه الهالة التي أحاطت بشخصيته تجعل لكلمة (الحكم) كأنها صفة بأنه صاحب حكمة وغير ذلك، في حين أنه لم يعرف الحق.

ولذلك أقول: هذا الاسم بهذه الكيفية، كونك سميت (مجيد) فقط أو غير ذلك، فأرى -إن شاء الله تعالى- أنه ليس فيه شيء، وإن كان مما لا شك فيه أن كلمة (عبد المجيد) أفضل ألف مرة ومرة، إلا أن إطلاق اللفظة وحدها دون إضافتها للعبودية جائز شرعًا.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً