الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما يتقدم شخص لخطبتي تأتيني أفكار كثيرة حول علاقتي الزوجية المستقبلية

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 28 سنة، محافظة على الصلاة، وأقرأ القرآن باستمرار -والحمد لله-، ولا يوجد عندي علاقات عاطفية غير شرعية.

أنا مثل كل أنثى أتمنى الارتباط والزواج، وعندما يأتي شخص ويتقدم لي أشعر باختلاط المشاعر لدي "حزن، سعادة" وعندما يصبح الموضوع جديا وسيأتون للخطبة أتوتر جدا، ولا أستطيع النوم جيدا، وتراودني أحلام مزعجة، وأغضب جدا عندما يتكلمون معي بموضوع الخطبة.

وتأتيني الأفكار: "هل من الممكن أن يكون شخصا غير جيد؟ لماذا أرتبط وأنا لدي وظيفة جيدة وعائلة تحبني؟ هل بعد الارتباط سأكون زوجة محبة له أم سأظلمه؟ هل سأنجب أطفالا سيجعلون حياتي كلها لهم وسأنسى أن لدي أحلاما وأنها ستزول بمجرد الارتباط؟ هل سأعطيه حقه كزوج؟ هل سأكون سعيدة بالزواج؟ هل سيقبل بي على مرضي الذي سيلازمني طوال عمري...".

وتبقى هذه الأفكار تراودني إلى أن أرفضه رفضا نهائيا، ومع الضغط علي أزيد إصرارا على رأيي، وعندما ينتهي الأمر يصيبني الإحباط، وأشعر أني شخصية فاشلة، ولا أستحق أن أرتبط بأحد، ولا أحد يستحقني.

أرجوكم أريد المساعدة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، والبوح لنا بما في نفسك في هذا السؤال، والذي أتاني من قبل، وأجبت عليه بالتالي. ولكن قبل الجواب لاحظت بأن عملك رسامة، فيا لها من مهنة ممتعة ولاشك؛ حيث فيها الإبداع والفن، وربما هذه المهمة تشير إلى حساسيتك والتي أشير إليها في الجواب أدناه.

كل الأسئلة التي تطرحينها على نفسك أسئلة معقولة ومنطقية، ولا تشير إلى قلة رعاية أو ضعف احتمال النجاح والتوفيق، بل على العكس، بالنسبة إلي تشير إلى أنك ستكونين من الزوجات الناجحات والموفقات بعون الله تعالى، وخاصة أنك تخشين الله تعالى، وتحافظين على الصلاة والصلة بالقرآن الكريم.

كل المخاوف التي لديك منطقية ومقبولة، ولكن التحدي الكبير هو كيف تحولين هذه المخاوف إلى إجراءات عملية تطبيقية، كي لا تبقى في مجال الخوف النظري، والذي يفسر ما تشعرين به أحيانا عند رفض الخاطب من إحباط وشعور بالفشل... مخاوف معقولة، يمكنك تحويلها لخطوات عملية، بحيث أن كل خوف له أعمال يمكنك القيام بها.

فخوفك من: هل من يتقدم لخطبتك جيد أو غير جيد؟ يمكنك تحوليه لعمل من خلال السؤال عن هذا الشاب، والتعرف عليه وعلى أسرته لتطمئني من أنه مناسب لك.

وبالنسبة لخوفك على وظيفتك، يمكنك التفاوض مع الخطيب عما تريدين فعله من استمرار العمل أو لا.

وخوفك على الأطفال وفيما إذا كنت ستستطيعين تربيتهم التربية الناجحة، فأيضا يمكن العمل على تثقيف نفسك بمهارات التربية، والاستفادة من الكتب والدورات وخبرات الآخرين.

وهكذا، فكل خوف أو قلق يمكنك تحويله لأمر عملي كي لا تبقي في الدائرة التي لا نهاية لها من المخاوف التي لا تنتهي.

السؤال الأساسي هو: هل حقيقة تريدين الزواج والارتباط بزوج وشريك حياتك؟

أعتقد أن الجواب: نعم، ولكن اسأليه على نفسك مجددا، واتخذي الجواب الأكيد، ومن بعدها كل شيء يهون، والله تعالى الذي عبدته 28 سنة لن يتركك في هذه اللحظات الحرجة والهامة من حياتك.

استعيني بعد الله بأسرتك، وخاصة أنك وصفتها بأنها عائلة محبة لك، استعيني بهم في كل هذه المراحل، فمما لاشك فيه أنهم يريدون مصلحتك وخيرك وسعادتك.

ذكرت "المرض" ولا أدري هل كان هذا من باب المجاز أو الحقيقة؟ وما هي طبيعة هذا المرض؟ ولكن حتى هذا التخوف يمكن مناقشة مع الشاب الذي يطلب يدك للزواج.

وأنصحك بقراءة كتابي "التفاهم في الحياة الزوجية" ويفيد لخطيبك أن يدرسه أيضا، وهو متوفر عندكم في الأردن عند المكتب الإسلامي قرب مسجد الحسين في عمان.

أتمنى لك التوفيق والسعادة، وأن يحفظك الله تعالى برعايته، متمنيا لك السعادة في الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ياربتوفيقك

    انا كمان باعاني من نفس الحالة وتأتيني حالة بكاء وخوف من الطلاق لاقدر الله .لذلك ارفض من يتقدم لي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً