الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ الطفولة من عدم التركيز والنسيان والخمول وضعف الشخصية، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر ثلاثون عاما.

أعاني منذ طفولتي من عدم التركيز وكثرة النسيان والشرود، وتقلب المزاج والوسواس، وضعف عام ووهن في جسمي، وصداع في بعض الأحيان؛ حيث إنني أعاني في تجميع أفكاري، ولا أحب التحدث مع الناس كثيرا؛ لأنني لا أستطيع أن أركز معهم، وأعاني من الشرود في أثناء الحديث، ولا أجيد الحوار مع الناس؛ لأن ردة فعلي تكون بطيئة، وينتابني التوتر.

كما أحس بخمول شديد في عقلي وذهني، وأشعر بوهن في يدي وقدمي، وقدراتي الذهنية والجسمية محدودة ولا تتطور، وعندما أريد أن أقرأ كتابا أتعب سريعا، وأحس أن رأسي ثقيل، وبعد بضع دقائق أقرأ وأنا مستلق على الأرض.

وأعاني أيضا ضعفا في الشخصية، ولا أستطيع أن أتمتع بحياتي، وكلما تقدم بي العمر زادت معاناتي.

ذهبت في العام الماضي إلى طبيب نفسي، وقال لي: إني أعاني من نقص في مادة السيروتونين، ومادة أخرى لا أذكرها، ووصف لي في بادئ الأمر دواء لم يأت بنتيجة تذكر، ومن ثم وصف لي دواء fluoxetine استعملته لبضعة أيام فسبب لي آلاما في المعدة فقطعت العلاج ولم أذهب إلى الدكتور.

فبماذا تنصحونني؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أن الشرود الذي تعاني منه، وضعف التركيز، وتقلب المزاج، وما وصفته من وساوس والضعف العام، هي كلها متمركزة حول القلق النفسي، وهذا جعلك تتطبع على الجانب السلبي في الحياة من حيث التفكير، من حيث تأكيد الذات، من حيث الدافعية، وجعلت هذا نمطًا في حياتك.

الآن المطلوب منك ليس هو العلاج الدوائي في المقام الأول، أعتقد أن دور الأدوية بسيط جدًّا في حالتك، الدور الأساسي هو أن تجعل لحياتك هدفًا، وأن تصر على أن تصل لذلك الهدف، بعد أن توفر الآليات التي توصلك إليه، ولا بد لك من الاستفادة من الوقت وتنظيم وقتك بصورة صحيحة حتى تُدير حياتك بصورة طيبة.

النوم المبكر، وممارسة الرياضة، وتلاوة القرآن، والصلاة في وقتها، والتواصل الاجتماعي، وبر الوالدين، وتطوير المهارات من خلال اكتساب المعارف والعلوم؛ كلها مفيدة وجيدة وتناسبك تمامًا، فاجعل هذا هو منهج حياتك من خلال إعادة هيكلة تفكيرك لتسير على هذا النمط الجديد، فما مضى قد مضى، وما يأتي -إن شاء الله تعالى- دائمًا هو الأفضل.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا بأس به، الفلوكستين دواء ممتاز، لكن يعرف عنه بالفعل أنه في الأيام الأولى للعلاج قد يؤدي إلى شيء من الصداع وعسر في الهضم، ولذا ننصح الناس بأن يتناولونه بعد الأكل على الأقل لمدة أسبوعين.

إذا أردت أن تواصل عليه فهذا هو الأفضل، وإن أردت أن تستبدله بدواء بسيط جدًّا يعرف باسم (ديناكسيت) هذا متوفر في الأردن، وقليل الآثار الجانبية، يمكنك أن تتناوله يوميًا في الصباح لمدة شهرين، وقطعًا سوف يكون أفضل إذا راجعت طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن رغد عبداللة

    شششكرا لكم افدتمونا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً