الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من وسائل للثبات على الطاعة؟

السؤال

أنا محافظ على جميع صلواتي في المسجد, وأبتعد عن المعاصي, وكنت أسبح الله كثيرا, وأحاول التقرب منه, وأدعوه أن يجعلني من عباده الصالحين, وأن يرزقني قلبا يبكي من خشيته, دعوت بهذا الدعاء ثلاث مرات تقريبا بالأمس, وقمت الليل ودعوت بنفس الدعاء, وكنت محسنا الظن بالله, وموقنا بالإجابة.

بعد قيامي الليل, ثم نومي؛ في اليوم التالي أحسست بضيق, فلم أقدر أن أسبح, ولم أحس بطمأنينة عند ذكر الله, وصرت حزينا, وأبكي من حزني, وحاولت أن أحسن ظني بالله, لكن قلت في نفسي: لم لا أطمئن بذكر الله؟ والآن عجزت عن الدعاء, وعن ذكر الله, لكني محافظ على صلواتي في المسجد, وقد توقفت عن قيام الليل, فكيف أتصرف الآن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على شعور نبيل، وعلى بحث عن الخشوع والمراتب العليا في العبادة والإنابة لله تبارك وتعالى.

نبشرك على هذه الروح، ونؤكد لك أن بلوغ المنازل العليا يحتاج إلى كثير من المجاهدة، فراجع نفسك في الإخلاص، وجدد النية، وواصل العزم، وعامل عدونا الشيطان بنقيض قصده، واعلم أن الشيطان أصر على أن يقعد في طريق الذين يريدون الصراط المستقيم، قال الله تعالى حاكيًا عنه وعن عصيانه: {قال لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم} فنحن في جهاد، ونتمنى أن يستمر معك، فلا تحزن ولا تبكي، ولكن إذا جاء من يريد أن يُقعدك –هذا الشيطان– عليك أن تعامله بنقيض قصده، فحاول أن تتوب، تستغفر، تسبح، ترجع إلى الله رغم أنف هذا العدو الذي همّه أن يُحزن أهل الإيمان، ولكن {وليس بضارهم شيئًا إلا بإذنِ الله} إلا بما يقدره مالك الأكوان.

مرة أخرى: ندعوك إلى أن تؤكد على مسألة الإخلاص، لأن الإخلاص هو خير عون على الاستقامة، ولأن ما كان لله دام واتصل، فصحح النيّة، وأعد الكرّة، وحاول مرة أخرى، واجعل عبادتك موافقة لهدي رسولنا –عليه صلاة الله وسلامه– لأن الله يقول: {وإن تُطيعوه تهتدوا} عليه صلاة الله وسلامه.

نكرر شكرنا لك على هذه المشاعر النبيلة، وأتمنى أن يستمر هذا التواصل، ونؤكد لك أن الخشوع والإنابة وأن المراتب العليا لا تُنال إلا بمزيد من الجهد والاجتهاد، بعد اللجوء إلى الله، وحسن الاستعانة به، والتوكل عليه، فقد قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً