الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أستخدم الحاسوب لأكثر من 18 ساعة يوميًا، ما خطورة ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 17 عامًا، لدي ألم في الرأس يأتي فجأة، وللحظات قليلة، لكنه شديد جدًا، خصوصا عندما أقف سواء كنت نائمة، أم جالسة، يتركز الألم في الجهة اليمنى فوق الأذن وما حولها قليلاً، يأتيني كلما وقفت، ازداد الألم في الفترة الأخيرة، وفي أغلب الأحيان أنسى أشياء من حياتي اليومية لا يجب أن أنساها مثل: أسماء صديقاتي، وعائلتي، والكلمات العامة –للحظات-، أما المصطلحات العامة، فأنساها كثيرًا، وبعض الأحيان لا أستطيع أن أتذكرها أبدًا.

أصبحت أخاف من التحدث، لا أستطيع أن أكمل حديثي؛ لأني لا أجد مصطلحات أتذكرها، وأنطق بها فأفضل الصمت، بدأ هذا منذ أشهر قليلة منذ بدء الألم، علمًا بأني أستخدم اللابتوب بشكل يومي تقريبًا، وأجلس عليه ما يقارب الـ 18 ساعة أو أكثر، وفي غرفة مظلمة، وأضع السماعات بأذنيّ بشكل دائم حتى عند النوم، وقد سمعت من أحد الأطباء أن الجلوس على أجهزة الكمبيوتر في غرفة مظلمة ولمدة تتعدى ساعتين يسبب أمراضًا في الرأس.

أيضا عينيّ لا ترى جيدًا في بعض الأحيان، فقط عندما أغضب لدرجة أني لا أستطيع أن أقرأ الكلام، أو أرى وجوه الناس، ليس قصر أو طول نظر؛ لأني كل سنة أذهب لطبيب العيون، وجميع الأطباء يخبرونني بأن عينيّ سليمة تمامًا، وعيني اليسرى تدمع دومًا لوحدها دون سبب، وتكون حمراء اللون، والجفن السفلي يرتجف، وأستطيع تحريكه يمينًا ويسارًا، مع العلم أن جفن العين لا يتحرك إلا فوق وتحت، أتمنى أن تفيدوني، ولو قليلاً.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Summer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت محتاجة للوسطية في كل شيء، عدد الساعات التي تقضينها على الكمبيوتر لا شك أنها مخيفة ومذهلة جدًّا، يعني إذا قمنا بحساب بسيط فأنت تقضين ثمانية عشر ساعة على الكمبيوتر، وست ساعات باقية من اليوم للنوم، لا، أنت بهذه الصورة تحرمين نفسك من أشياء طيبة وجميلة في الحياة، وتضرين بصحتك النفسية والجسدية.

أيتها الفاضلة الكريمة: إدمان الإنترنت والكمبيوتر أصبح مشكلة لبعض الشباب، لكن من يُدرك خطورة هذه العلة يمكنه أن يتجنبها، فالذي أرجوه منك هو أن تُعيدي نظرك تمامًا في طريقة جلوسك على الكمبيوتر، والساعات التي تقضينها، هذا فيه الكثير من الضرر النفسي عليك، يعلمك الانطوائية، انسحاب الذات، يقلل من كفائتك حتى وإن كنت تكتسبين معارف عن طريق الجلوس للكمبيوتر وللإنترنت، لكن من المؤكد أن مهاراتك الاجتماعية سوف تضمحل.

لا شك أن الجلوس لساعات طويلة لهذه الأشياء يضع الجسم كله في وضع خاطئ مما يؤدي إلى انشدادات عضلية هنا وهناك، بل أن اعوجاج وانحناء العمود الفقري أصبح أمرًا مؤكدًا بالنسبة للذين يجلسون ساعات طويلة على الكمبيوتر.

الضرر بالنظر، بالسمع، بكل شيء في الإنسان، فأرجو أن تأخذي هذا الأمر على محمل الجد، وتغيّري من طريقتك، وأعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرًا في التخلص من هذه الآلام التي تشتكين منها.

في ذات الوقت أنا أفضل أن تذهبي وتقابلي الطبيب، طبيب الأعصاب وليس الطبيب النفسي، ليقوم بفحصك، وإن احتاج الأمر لإجراء صورة مقطعية للدماغ فسوف يقوم بذلك.

هذا هو الذي أراه في علاج حالتك، وقطعًا تأكدك من النظر هذا أمر طيب وجميل، وممارستك للتمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء والتي ستجدينها في استشارة رقم: (2136015) هذا أمر سيفيدك.

انقلي نفسك إلى طريقة مختلفة جدًّا من التفكير، وطريقة مختلفة تمامًا من حيث نمط حياتك: وزعي وقتك بصورة صحيحة، اجتهدي في دراستك، وكوني أكثر فعالية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً