الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أترك خطيبتي لخوفي من الضعف الجنسي؟

السؤال

في العام الماضي ارتبطت بفتاة, أحببتها جدا, ولكنها قررت أن تنفصل عني، وبعدها شعرت بحالة نفسية شديدة, وقد كنت دائما أميل للعزلة والحزن, حتى أصابني مرض جنسي, وأنا الآن أتعالج منه.

المشكلة أني دائما أفكر في هذا الأمر, ولا أنام جيدا, أنام نوما متقطعا, والقلق سيقتلني, ولأنني ارتبطت بفتاة, ومشكلتي الجنسية تقلق حياتي, والخوف من الفشل في زواجي يجعلني لا أنام إلا نوما قليلا.

ذهبت للطبيب, وكشف علي, وعمل التحاليل, وقال لي: إن مشكلتي مشكلة نفسية, وأنا لا أعرف ماذا أعمل, ماذا أقرر, هل أترك خطيبتي لأني مريض؟ أم أن لدي مشكلة نفسية من تراكمات الموضوع الأول؟ أنا لا أعرف, ولكن أملي في ربي كبير.

أرجوكم أفيدوني في مشكلتي؛ لأنني لم أعد أتحمل التفكير والحزن والخوف والقلق، فقد ملأ علي حياتي, فلم أعد أعيشها كإنسان طبيعي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كانت توقعات الإنسان حول موضوع ما عالية جداً ومفعمة بآمال عراض؛ هنا قد يحدث الخذلان النفسي إذا لم يتحقق ما يريده، أنت لم تستمر علاقتك مع هذه الفتاة, وتوقعاتك كانت عالية جداً من خلال هذه العلاقة, ولكن بعدما حدث ما حدث, وأصبت بهذا الانهيار النفسي الجزئي, ومن ثم بدأ عندك الخوف من الفشل والقلق والوساوس, وذكرت أنك أصبحت تعاني من مشكلة جنسية؛ أعتقد هذا كله يصب في خانة عدم القدرة على التوافق الناتج من الخوف والوسوسة.

ما جعلك تتوقف عن مشروع الزواج فيه إن شاء الله تعالى خير كبير, وما مضى قد مضى, ويجب أن تكون أكثر ثقتك في نفسك, ويقيناً أنك لا تعاني من علة نفسية, أو جنسية, الخوف هو الذي يجرك نحو التردد, فلا تتردد, توكل على الله, واسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج, وتعيش حياة هانئة وسعيدة.

أنت أجريت الفحوصات, وفحوصاتك كما هو متوقع كانت بفضل الله تعالى كلها سليمة, هذه بشارة طيبة، ويجب أن ينشرح لها صدرك, لا بأس من أن تتناول دواء يساعدك على تخطي مرحلة الخوف هذه والوسوسة، والدواء هو فافرين والذي يعرف فلوفوكسمين, لا يسبب الإدمان, ولا يسبب صعوبات جنسية, الجرعة هي 50 مليجراما تتناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين, ثم تجعلها 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر خولة

    جيد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً