الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يرفضون زواجي من بنت تكبرني سنا، فإذا تقدمت لها هل أكون عاقا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي ووالدتي يرفضون زواجي من بنت تكبرني بسنتين ونصف لمبررات السن فقط، دون أي نظر لاعتبارات الأخلاق والتدين والشخصية ورغبتي في الزواج منها.

يرفضون حتى سماعي لأشرح لهم موقفي ووجهة نظري، ولماذا أتمسك بها، ويقولون لي: اذهب وتزوج بها بمفردك، لن نأتي معك لخطبتها، أو حتى لمجرد التعرف عليها ومعرفة شخصيتها وأهلها.

فهل إذا حاولت إرضائهم بكل الطرق ولم يستجيبوا -لا قدر الله- يحق لي التقدم لخطبتها بمفردي؟ وهل يكون في هذا عقوقا للوالدين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا أقدمت على الزواج بهذه الفتاة بعد المحاولات وبعد التكرار، وبعد إدخال الوساطات، وبعد التوجه إلى رب الأرض والسموات؛ فإنك لا تعتبر عاقًا، ولكننا في مثل هذه الأحوال لا نفضل معاندة الأسرة، وقد يصعب على الفتاة أيضًا أن تعيش مع أسرة لا تريدها.

ولذلك نتمنى أن تفكر في الموضوع مليًّا، وأرجو أن تكون هذه الخطوة هي الأولى؛ لأن بعض الشباب يُخطئ بعد أن يُعمّق العلاقات ويعد البنت ويضيع عليها سنوات، يأتي في الأخير ليُخبر أهله وعند ذلك يُصدم، وعند ذلك تكون المشكلات، ولكن من الناحية الشرعية لا بد أن يُشرك الإنسان أسرته منذ البداية، إذا كان هناك من رفض، فالرفض منذ البداية سهل، ولكن إذا أضاعت الفتاة سنوات، وانتظرت وصبرت ووضعت آمالها وأهلها عرفوا، فما ذنب هذه الفتاة في الذي يحدث؟ وماذا سيقول الناس عنها بعد أن تخطبها ثم تبتعد عنها؟

ولذلك ينبغي أن تكون الرؤيا واضحة، ولستُ أدري أنت من أي نوع؟ فإذا كنت ممن يتقيد بأحكام الشرع والموضوع في بدايته فلا بد من اعتذار جميل للفتاة ولأسرتها، والانسحاب بهدوء، مع الدعاء لهم، وإظهار صفاتهم الحسنة، ودون الإساءة إليهم.

أما إذا كنت قد أمضيت على هذا سنوات وتعمقت المشاعر، فأرجو أن تجتهد وتجتهد في إقناع الأسرة، ولو اضطررت بأن تأتي بعلماء ومشايخ دين حتى يُقنعوا الوالد والوالدة من الناحية الشرعية، وحتى لا يُجبروك على أمر تكرهه، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولم يُرَ للمتحابين مثل النكاح.

وكم نحن بحاجة إلى أن نتمسك بأحكام هذا الشرع، حتى نخرج من مثل هذه المواقف، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس عصام

    لا حول ولا قوة إلا بالله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً