الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خالي المريض نفسيا سبب لي رعبا من الليل والأمراض والموت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على ما تقدمونه لخدمة الناس، جعله بميزان حسناتكم.

عمري 20 سنة، وأنا طفلة بالابتدائية كنت أعاني من خالي الذي يرعبنا في الليل ويضربنا وأمي وأبي موجودين، لكن كان يصعب التعامل معه، وهو يسكن في بيتنا لدرجة كان يقول لي ذبحت والديك، وأنا رأيته وهو يريد قتل أمي بالسكين، وهو كان مريض تقريبا أو به مس لا أعلم، فقط هذا في الليل والنهار يضحك وطبيعي، وكنت أخاف أثر هذا على حياتي، وكنت أمرض كثيرا، يؤذي جميع البيت، وجاءتني جرثومة بالمعدة ولم يعرفوا تشخيصي، وأجريت عملية الزائدة واستمر الألم إلى أن سخر لي ربي وتعالجت من الجرثومة.

وهذا كله أثر على حياتي، والتفاصيل أكثر لكن اختصرت، الآن أصحبت عند الليل يبدأ الضيق والخوف والقلق ولا أنام إلا متأخرا، وقبل زواجي كنت أنام مع أمي بسبب الخوف الشديد من كل شيء، من المجهول والمستقبل والموت والأمراض الخطرة، وأفكاري وخيالاتي لا تتوقف لدرجة أشعر دائما بآلام مختلفة في بدني، وأتوهم أي مرض، وهذا سيطر علي بشكل كبير، وكنت أخبر أمي بالأعراض وتنصحني وترشدني، هاذا كان يطمئنني وبدأت أتحسن.

بعد الزواج بعض الأحيان يأتي هذا الخوف فترة ويذهب، وأنا أحاول أن أنشغل عنه لكن التوقعات السيئة لا تفارقني، بالذات وقت النوم أفكر ماذا ممكن أن يحدث عندما أستيقظ أو أسمع خبرا؟ لكن -الحمد لله- أنام مبكرا عن السابق، ولي أسبوعان إذا نمت أحس كأني تائهة وكأن جسمي ليس معي، وأفزع وأقوم وكأن شيئا ثقيلا وألما في جسمي، وأشعر أن رجلي اليسار متفلتة مني، وأنا نائمة أحس بالخوف ولا أعلم السبب حتى لو نمت بالصباح، مع أني أدعو وأقرأ أذكاري، وعند النوم تلقائيا يدي أغلقها كأني أمسك شيئا بداخلها، ومحافظة على العبادات والقرآن والأذكار والدعاء.

أنا اجتماعية وهذا لم يؤثر على علاقاتي إلا علاقتي مع خالي، أنا في دولة أخرى، وسأسافر في الأسابيع القادمة ولكن متخوفة من السفر، وهذا أصبح الطبيعي عندي أن أقلق من بعض الأمور مثل السفر.

معذرة على الإطالة، حاولت الاختصار، أسأل الله لكم التوفيق يا رب العالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

تفكيرك العميق في الماضي -أيتها الفاضلة الكريمة- وما بدر من خالك جعلك تتخوفين حتى نحو الحاضر والمستقبل، بالرغم من التغير الكبير والجميل في حياتك، وهو أنك –الحمد لله- قد تزوجت، وأنت الآن تعيشين مع زوجك، وهذه حياة جديدة، حياة طيبة جميلة يجب أن تتعايشي معها، انقلي نفسك تماماً من الماضي وما حدث فيه.

حالة الرعب التي عشتها في كنف الأسرة الحمد لله تعالى انتهت بسلام، وأنت الآن عندك القدرة والقوة والمثابرة لأن تعيشي حياة طيبة، أريدك أن تنظري نحو المستقبل بإيجابية، وتهتمِي بنفسك وزوجك وبيتك وتطوري نفسك، لا مانع من أن تقومي بعمل أي نوع من الدراسات غير المنتظمة، مثلاً إذا كان هنالك صعوبة في الاستمرار في دراستك الجامعية اذهبي لمراكز تحفيظ القرآن، قومي بعمل دورات هنا وهناك، اجعلي حياتك ذات فائدة ذات فعالية، والحمد لله تعالى أنت مهتمة بالعبادات والقرآن والأذكار والدعاء، أعتقد أن تثبيت برنامج لحفظ القرآن الكريم سيكون داعماً نفسياً أساسياً لك.

أسأل الله تعالى أن تسافري بالسلامة لبلدك ولا تتخوفي من السفر، السفر -إن شاء الله تعالى- سوف يكون سهلا جداً بالنسبة لك، لا تنسي دعاء السفر وتوكلي على الله وسافري، ولا أراك محتاجة لأي دواء، كل الذي تحتاجينه هو أن تغيري مفهومك وأفكارك، وأن تعيشي حياتك الآن بقوة، والمستقبل بأمل ورجاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً