الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوفي يمنعني من المشي أمام زملائي والأكل أمام الناس.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

لم أستطع مواجهة الخوف، والحالة تطورت، وأصبحت أهتز وأقوم بحركات لا إرادية في جسمي مثل: حركات الرقبة، عندما أجلس مع أي شخص، وحتى أني لا أستطيع أن آكل أمام شخص، وأصبحت كالأحمق، ولا أستطيع أن أمشي في أي مكان، وأخاف من المشي، ومشيتي أصبحت غريبة جدًا، والكل ينظر لي، وخاصة عندما أمشي أمام شباب في سني أي (17) سنة، أخاف جدًا، ولا وأستطيع الصلاة أمام أي شخص، وأجدني أهتز مثل الاهتزاز الذي يكون عند المزاح، وعندما أجلس لصلاة الجمعة أشعر، وكأن شخصًا ينظر إليّ، وتهتز ساقي وركبتاي.

وفي الفترة الأخيرة أصبح عندي وسواس في العقيدة، وفي رسول صلى الله عليه وسلم، لكني أسيطر عليه، حتى أصبح قليلًا.

أرجوك ساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق والخوف والوساوس كثيراً ما تؤدي إلى حركات لا إرادية في الجسد، وأعتقد أن هذا هو السبب الذي جعلك تعاني من هذه الحالة، وجود القلق، وجود الخوف، وجود الوساوس التي تحدثت عنها كل هذا يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي، وأنا متأكد أن العلاج الدوائي سوف يفيدك ويفيدك بصورة ممتازة جداً، فأرجو أن تتحدث إلى ذويك، وتشرح لهم هذا الموضوع، وتذهب لتقابل الطبيب النفسي، أرى أن هذا ضروري جداً -يا محمد- لا تؤخر هذا الأمر.

سنك لا يسمح لأن أصف لك دواء، الأطباء -الحمد لله- الآن متواجدون، لا توجد أي مشكلة، إن لم تتمكن من الذهاب إلى طبيب نفسي، اذهب إلى طبيب الأمراض الباطنية مثلاً، كثير من الأطباء لديهم إدراك تام بهذه الحالات النفسية البسيطة، فلا تتأخر أبداً، وفي ذات الوقت اطرد هذه الوساوس، أكثر من الاستغفار، لا تناقش الوسواس، حوار الوسواس ومناقشته، وتحليله، ومحاولة الرد عليه يزيد منه، ويقويه كثيراً فتجنب ذلك.

أمر آخر مهم وهو ألا تجعل للفراغ مجالا في حياتك، الفراغ الزمني، والفراغ الذهني من أكبر مسببات القلق، والتوترات، والوساوس، فاجعل وقتك مليئًا بالأنشطة الفعالة، الدراسة، الرياضة، التواصل الاجتماعي، العبادة، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، هذه كلها وسائل علاجيه، فأرجو أن تتبع هذا، وفي ذات الوقت اذهب إلى الطبيب، وأنا متأكد أنه حين يعطيك علاجًا سوف تتحسن أحوالك جداً في ظرف أسبوعين إلى ثلاثة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً