الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعلم هل أنا مصاب بالاكتئاب أم لا؟

السؤال

السلام عليكم

أساتذتي الأطباء الأفاضل، جزاكم الله كل خير لهذا الموقع الذي تشرفت جدا وسعدت بوجود مثل هذه الأمثلة من الأطباء والإنجازات.

أنا شاب بعمر 23 عاما، وغير متزوج، مشكلتي لا أعلم هل أنا مصاب بالاكتئاب أم لا؟ أحيانا أكون سعيدا وأحيانا يصيبني بعض الضيق وتأنيب الضمير.

علما أني لا أعمل, أقوم بالقراءة وممارسة بعض التمارين، وأحيانا أتكاسل, أحيانا أدفع عن نفسي الضيق وأذهب لأسير في الهواء والخضرة، وأشعر براحة البال والهدوء، مع قراءة القرآن والصلاة ولكني أصبحت غير مهتم بنفسي وغير مهتم بطموحاتي كما كنت سابقا ومستقبلي، وغير مهتم بصداقاتي والحوار والاندماج مع الآخرين، كما أنني ليس عندي رغبة جنسية أو متعة عند ممارسة العادة السرية التي أجاهد في التوقف عنها، مع عدم وجود المتعة إلا أنني تعودت عليها.

أعلم مخاطرها وآثارها النفسية فأقوم بدفع كل هذه الأفكار عني وأتفاءل وأعيش حياتي بطبيعتي من مشاركات اجتماعية وعلاقتي بالأسرة والقراءة، إلا أنني من داخلي لا أشعر باهتمامي بالقيام بالأشياء السعيدة كالتنزه أو الحلم بامتلاك أشياء جديدة، والزواج, كما الشباب في سني، ذهبت لطبيبي المعالج قديما، حيث أنني تناولت الديباكين والاولابكس، وأحيانا مودابكس منذ 3 سنوات، لمدة 6 شهور، وتوقفت عن العلاج وأصبحت حياتي طبيعية تماما خلال العامين والنصف، إلا أنني شعرت ببعض الضيق من الأشياء التي ذكرتها سابقا.

أدفعها عن تفكيري أنها من أسباب العادة السرية، وأسعى للإصلاح من نفسي وأطور إحساسي مع خطيبتي، وأحيانا لا أحب الحديث معها أو السؤال عنها وأصدقائي بالأسابيع، وليس عندي رغبة جنسية لأي فتاة، أي أسعى للعلاج السلوكي، ذهبت لطبيبي وأعطاني ويلبترين فأصابتني أعراضه الجانبية وشعرت بالتعب الشديد، والأرق وفقدان الشهية، وأوقفته وذهبت له ثانيا، فأبدلته بلوسترال، وأتناوله منذ شهر، وسأستمر عليه لمدة 3 شهور، وسأتوقف، إن شاء الله، فهل أنا بحاجة إلى تناول هذا الدواء؟

علما أني أتناول مقويات، مثل: (اركاليون فروت ورويال فيت وجلى ونيوربيون أقراص) أشعر ببعض التحسن واطمئناني بدفع الوساوس، وتحسين المزاج بلوسترال، وأطمئن جدا لوجود مثل موقعكم هذا على الانترنت، وأطمئن لوجودكم بجانبي، وأنا أرسلت لكم استشارات سابقة.

لكم جزيل الشكر فأنتم ساعدتموني كثيراً في العلاج السلوكي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياتك - إن شاء الله تعالى – طيبة، وأعتقد أن الذي تفقده هو العمل.
أنت تعاني من عسر مزاجي وتقلبات مزاجية من النوع البسيط، واستجابتك للسترال كانت ممتازة، وأعتقد أن صحتك - إن شاء الله تعالى – سوف تتحسن بصورة مطردة وأفضل إذا انخرطت في مجال العمل.

أنت خطبتَ ومُقدم على الزواج، ومن الطبيعي جدًّا أن يكون العمل هاجسًا بالنسبة لك، حتى وإن لم يكن ذلك على المستوى الإدراك أو الظاهر، فإنه على المستوى اللا إدراك سيكون أمرًا شغالاً جدًّا، وهناك هموم متراكمة بالنسبة للشباب (مشاكل العمل، مشاكل الهوية، الانتماء) هذه أيضًا أعتقد أنها تتلاعب بوجدانك من وقت لآخر؛ مما يُشعرك بشيء من عدم الارتياح النفسي.

أعتقد أن التفاؤل يجب أن يكون ديدنك، ولا بد أن تبحث عن عمل، وحاول أن تُدير وقتك بصورة صحيحة.

العادة السرية لا شك أنها قبيحة وقبيحة جدًّا، ويجب أن تتخذ قرارًا حاسمًا وتتوقف عنها.

الذين يمارسون العادة السرية من أمثالك يكون لديهم تنازع ضميري فظيع، وهذا قطعًا يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي، فأرجو أن تُوصد هذا الباب تمامًا، وترتقي بنفسك وبحياتك من خلال ما ذكرته لك، وفي ذات الوقت لا مانع أن تواصل على اللسترال، ويمكن أن تكون الجرعة صغيرة بنصف حبة إلى حبة في اليوم.

الرياضة لا بد أن تأخذ حيزًا ونصيبًا في حياتك، وكذلك التواصل الاجتماعي، وتطوير المهارات الاجتماعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً