الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الجسور والشوارع الضخمة عطَّل حياتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أُعاني من خوف من الجسور والشوارع الضخمة، والأماكن الضيقة، وكذلك في الصلاة إذا اجتمع المصلون، مما يعطل حياتي كثيرا والحمد لله على كل حال.

توقفت عن الدراسة لهذا الأمر؛ لأني أرجع إلى المنزل وأكون متعبا جدا من حالة الهلع التي تحصل لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو البراء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخاوف أنواعها كثيرة جدًّا: الخوف من الجسور ومن الشوارع الضخمة والأماكن الضيقة، هذا يدل على أنك تعاني مما يعرف برهاب الساحة، والمخاوف الأخرى كالخوف في صلاة الجماعة هذا أيضًا دليل على شيء من الهشاشة النفسية المتعلقة بشخصيتك.

أيها الفاضل الكريم: المخاوف تعالج من خلال مواجهتها، فالابتعاد عن مصدر الخوف يزيد من الخوف، فأريدك أن تصعد هذه الجسور، وأن تتجول في الشوارع الضخمة، وأن تدخل الأماكن الضيقة، وتستعين بالأذكار في كل شيء، وتثق ثقة تامة أنه لن يصيبك مكروه.

أما بالنسبة لصلاة الجماعة: فأكثر من التردد على المساجد، والتعرض أو التعريض، وعدم التجنب، وتحقير فكرة الخوف، هذا هو المبدأ العلاجي الأساسي.

لماذا تتوقف عن الدراسة؟ هذا أمر غريب بعض الشيء، ارجع لدراستك. كيف تُضيع تعليمك؟ هذا أمر لا يصح أبدًا، لا تجد لنفسك عذرًا في هذا الموضوع.

وحتى تنمّي شخصيتك وتقوِّيها وتتخلص من المخاوف: أنت مطالب بأن تُشارك في المناسبات الاجتماعية، وفي الأنشطة الاجتماعية، وزيارة المرضى في المستشفيات، والتواصل مع الأرحام، والخروج مع الأصدقاء، هذه كلها علاجات وعلاجات مهمة وضرورية جدًّا، وفي نفس الوقت هي قطعًا ممتعة بالنسبة لك، وإن شاء الله تعالى تؤجر عليها، مثل: زيارة المرضى، وزيارة الأرحام، وزيارة أخ لك في الله، هذا فيه خير كثير وكثير جدًّا بالنسبة لك.

تناول دواء مضاد للمخاوف أعتقد أنه مطلوب في حالتك، من الأدوية الممتازة عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويسمى علميًا باسم (باروكستين)، وعقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) أيضًا ممتاز، وعقار يعرف تجاريًا باسم (إفيكسر) ويعرف علميًا باسم (فلافاكسين) أيضًا يفيد في مثل هذا النوع من المخاوف.

لذا أريدك أن تذهب إلى الطبيب النفسي، وتعرض عليه حالتك، وأنا متأكد أنه سوف يعطيك المزيد من التوجيهات والإرشادات ويكتب لك الدواء المناسب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً