الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي لا تعاملني كما تعامل بقية إخوتي، فهل هي تكرهني؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 13 سنة، لدي مشكلة لاحظتها منذ فترة ليست بقصيرة، أمر طبيعي أن تفضل الأم الأصغر بين أولادها وتعامله بفوقية أكثر من البقية صحيح أم أنا مخطئة؟

أمي كثيراً ما تتجاهلني وتتجنبني قدر المستطاع وهذا واضح، تعبت من هذا الأمر، رغم أني دائماً أخدمها ولم أقصر بحقها أبدا،ً فقد قالت لي ذات يوم: أنت أكثر من يبرني، ولكنها لا تعاملني على أساس ذلك؟ لماذا أنا متعبة وحزينة للغاية، أمي هي أحب إنسانة لي، ولكن لماذا تفعل الأم بابنتها هذا، أنا أحبها حقاً ولكن لم هي هكذا معي؟

أقول لها أحبك يومياً، وترد علي بالمثل، ولكن قد يكون ذلك مجرد كلام فقط، فهي تفضل جميع أخوتي علي، لدرجة أنني أشعر أحيناً بأنني لا أنتمي إليهم، أم أنها مجرد مشاعر فتاة مراهقة؟


شكراً لكم بحق على وقتكم الذي تمضونه في الرد على الأسئلة والاستفسارات، دعواتكم الخالصة لي من فضلكم، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ قـمـر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابنتنا العزيزة، نقول لك:

إن حب الوالدين للأبناء حب جبلّي، أي غريزي، ويظهر ذلك حتى في الحيوانات -أعزك الله-، أما حب الأبناء للآباء فهذا ربما يتأثر بعوامل كثيرة منها: طريقة تعاملهم مع أبنائهم.

وقد سئل أحد الحكماء عن أي الأبناء تحب؟ فقال: (الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود)، هذا هو قلب الوالد، يكون أكثر مع من يحتاج للرحمة، والله أرحم الراحمين.

فاحمدي الله أن الوالدة تقول لك أحبك، فتصوري الأمر إذا قالت غير ذلك! فالمطلوب منا هو برّهم وإن ظلمونا، ولا ينبغي أن نعاتبهم أو نحاسبهم على أفعالهم، والأمر -أيتها الابنة الكريمة- ربما يرجع إلى حساسيتك الزائدة وتقييمك للأمور بصورة غير واقعية.

والشكوك التي تنتابك بخصوص أن عائلتك ليس عائلتك الحقيقة:

فلا تشغلي بالك بهذه الوساوس، بل اعملي على تحقير الفكرة وإبعادها تماماً من ذهنك، ونقول لك: حاولي بشتى السبل تغيير أسلوبك ومعاملتك معهم، وستشعرين -إن شاء الله- بالدفء والعطف والحنان من قبلهم، فاحترامهم وتقديرهم وطاعتهم من الأمور التي وصي بها ديننا الحنيف، وسعادتك مرتبطة بذلك، فلا تعامليهم بالمثل، بل اخفضي لهم جناح الذل من الرحمة، واحرصي أن يرض الله عنك، وليكن ذلك هو غايتك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً